مسلسلات رمضان

العمل وبرج الاسد

المدير الأسد :
جميع الأشخاص الذين يتعاملون مع أصحاب العمل المنتمين لبرج الأسد يقرون بأنهم إداريون من الفئة الممتازة، فهم لا يتقنون تنظيم الأعمال وتوزيعها ففط وإنما بامكانهم أيضاً وضع الخطوط الأساسية والعريضة لأية قضية بطريقة فذة لدرجة يصبح معها التـنفيذ أمرا سهلا، ولهذا السبب كثيراً ما يبتعدون عن الاهتمام بالجوانب الهامشية لأي موضوع مكتفين بالجوهر، تاركين ما تبقى لمن أقل منهم مرتبة وخبرة، وإذا صدر عن هؤلاء أية أفكار أو مقترحات جيدة ومبتكرة بادروا لتثبيتها وللادعاء بأنها من أفكارهم دون أدنى خجل أوارتباك.

مكتب المدير من برج الأسد ضخم بكل ما تحمل الكلمة من معنى لما يحتويه من مقاعد فخمة وسجاد فاخر ولوحات غالية الثمن وأواني ورود وأجهزة موسيقى والكثير من الأشياء الأخرى، ولا بد من ابراز شهادات صاحب المكتب وتعليقها على الجدران والى جانبها عددا من الصور التي تظهره مع غيره من أصحاب العمل الناجحين والشخصيات المرموقة والمعروفة أثناء تواجده معهم في الاحتفالات والنشاطات الاجتماعية، وان ازدهار أعمال المدير الأسد ونجاحها لا يقوم على المظاهر فحسب وإنما بالدرجة الأولى يعتمد على حيويته التي لا يمكن مجاراتها، وفي الواقع ان أكثر الموظفين لديه كفاءة واندفاعاً اذا ما أردنا مقارنته به اعتبر مقصرا، وهو ليس مديرا نشيطاً ومتحمساً فقط انه أيضاً كريم يمنح الهدايا ويصرف المكافآت ولا يتردد في مد يد المساعدة لجميع الموظفين لديه سواء على الصعيد المعنوي أو المادي.

من الطبيعي أن تخلق هذه الحسنات لدى مولود الأسد الاعجاب بذاته، وتجعله يعتقد ويؤمن بأنه أفضل من الجميع، الا أنه لا ينكر للاخرين فضائلهم بل يقدرها ويُثني عليها علناً، في الوقت نفسه تراه يشير للسيئات بصراحة تامة وبساطة أقرب الى الوقاحة في بعض الأحيان، ثم إنه مدير متفائل وجريء ومبتكر يطلب من موظفيه التحلي بمثل صفاته.

رب العمل هذا لا يحب الانطوائية والتخفي لدى الآخرين ويكره بشكل كبير الدسائس التي تصنع عادة في غالبية المكاتب والمؤسسات، وهو شخص فضولي، يحشر نفسه في أمور لا تعنيه ولو من باب النية الحسنة وبهدف المساعدة، إحدى هوايات هذا المدير القاء النصائح والإرشادات وتقديم المحاضرات والمشاركة في أي نقاش أو حديث يدور أمامه.

يبدو في بعض الأحيان غريب الأطوار، فقد يثور بشكل عنيف لأسباب تافهة أو يغلق باب مكتبه على نفسه ويبقى صامتا منطويا لساعات، وان أنجع علاج لهذا الغضب السريع والاحساس المرهف لديه هو الإطراء والمديح، وتعد هذه الوسيلة كفيلة بانهاء جراحه وبعث ابتسامته من جديد، من ناحية أخرى يتميز مدير برج الأسد بلباسه الأنيق، وأكله الجيد، ونومه الهانئ، وكرمه الذي لا يوصف، وسحره الذي لا يُقاوم، ويملك عزة نفس يعدها أثمن ما لديه، وهو يعشق الأضواء والشهرة وإن كان يقول عكس ذلك.

يُقال إن مولود برج الأسد يحب دائماً أن ينال اعجاب الاخرين به، وفي الحقيقة ودون أدنى شك هو يستحق هذا الإعجاب، فهو إنسان رائع وعظيم بكل معنى الكلمة، والشرط الجوهري الوحيد الذي من شأنه أن يفجر الطاقات العظيمة لديه هو اتباع المعاملة الحسنة معه.


الموظف الأسد :
يتمكن مولود برج الأسد الموظف من أن يبرز من بين العشرات من الموظفين بفضل ما يملكه من وسائل خاصة ومتعددة، فهو يندفع للعمل حيناً، ويتصرف بطرق ملفتة للانتباه حيناً آخر، واذا لم تـنجح هذه الوسيلة أو تلك قام يمدح نفسه أمام زملائه بشكل عام وأمام رؤسائه خاصة، وبكل الأحوال من الأفضل لرب العمل عدم اهمال هذا الموظف مهما ظهر هادئ الطبع لين المعشر.

مهما تكن الدرجة الوظيفية لموظف الأسد تنظر اليه فتجده عظيم الهيبة وكبير الشأن، وهو لهذا يركض دائما وراء نيل الألقاب ويهتم لذلك أكثر من اهتمامه بالعلاوات والمكافات المادية، ولو خـُيـّر بين وظيفة مرموقه تعطيه دخلا ً قليلا ً ووظيفة مغمورة تعطيه دخلا ً كبيرا لاختار الوظيفة الأولى دون أي تردد لقناعته بأنه إنسان عظيم ومهم يستحق التقدير والتبجيل والمدح قبل المكافآت المادية.

طبيعة هذا الموظف تملي عليه القيام بدور القائد والزعيم، واذا لم تسمح الظروف بذلك استبدل هذا النقص بتوجيه النصائح والإرشادات والخدمات لأي شخص كان دون مقابل، إن من أكثر الأشياء التي تسعده حاجة الآخرين له وتوجههم اليه، فإذا فرغت حياته من العطاء والمساعدة أصبح انسانا تعيساً لاقتـناعه بأنه غير مهم ومفيد أو غير مرغوب فيه، ومن الطريف لدى هذا الشخص أنه كلما ازداد شعوره بالكره وعدم التـقدير ازدادت محبته لمساعدة الناس والمشاركة في حل مشاكلهم.

الموظف المنتمي لبرج الأسد انسان مخلص لعمله ومتمسك بواجباته، يثابر بجد واصرار على أمل الوصول للقمة، لكنه حالما يكتشف استحالة هذا الأمر يتوقف اندفاعه ويترك عمله هذا لغيره وهو حزين بائس ومكسور الخاطر، إنه لا يشعر بالمسؤوليات والواجبات إلا في مرحلة البلوغ التام، بينما يبدو في مرحلة المراهقة والشباب لعوباً يحب النساء والسهر والمزاح، الا أن هذا لا يعني أنه عديم الفائدة، بل بامكانه النجاح وبسهولة في مجال البيع والدعاية والتسويق، ويستطيع أن يكسب الكثير من الزبائن بفضل امتلاكه ابتسامته مشرقة وقلب طيب.

يخفي هذا الشخص تحت ستارة الجرأة والإقدام شعوراً كبيرا بالقلق النابع من شكه الدائم في نفسه ومن خوفه المستمر ألا تكون الشجاعة التي يمتلكها حقيقية، وبالرغم من ذلك تبقى تصرفاته متسمة بسمات الغرور والعظمة، وتبدو لديه من حين لاخر الميوعة والكسل، لكن اذا ما وقع حادث طارئ تراه أقدم مواجها بشجاعة ووعي كبيرين غير متوقعين منه، وعليه نستنتج أن قوته الحقيقية لا يمكن أن تـتـفجر إلا بضغط الظروف والمواقف والحوادث العصيبة.

من الوظائف والأعمال التي يميل لممارستها التدريس والمحاماة والطب وكذلك الكتابة والدعاية والإعلان والتجارة، ويميل أيضاً لوظيفة المحاضر أو المرشد السياحي، وعلى أية حال ليس نوع العمل هو الشيء المهم بنظره لأن الأمر الأهم هو أن يمنحه فرصة لإثبات جدارته وقدراته، إن تشجيعه والاطراء عليه يحثانه على بذل كل ما لديه من الجهود، بينما اهماله وعدم تقديره يفقدانه جزءاً كبيراً من حيويته وهذا يعود بالخسارة على المؤسسة التي يقوم بالعمل فيها، وينطبق المبدأ نفسه على مولودة برج الأسد الموظفة المعروفة بالاضافة الى ما ذكر بحبها لكل من اللون البرتقالي واللون الأصفر.

بقي علينا القول إن هذا الشخص يحتاج لمرتب عال كي يتمكن من أداء أعماله على أحسن وجه، لأنه من الصعب عليه التفرغ لواجباته ومسؤولياته وهو متوتر وقلق بشأن أوضاعه الاقتصادية وشاعر بأنه لن يتمكن من الإنفاق كما يريد ويحتاج، ثم إنه وبالاضافة الى المال والاستقلال بالعمل يحتاج هذا الموظف للتحرر من النظام الصارم الذي لا يمكنه العمل تحته، لذا يجب على كل صاحب عمل ذكي أن يوفر لهذا الموظف كافة هذه العوامل بل وأكثر من ذلك، ليستوفي ما يملكه موظف الأسد من اخلاص ووفاء عظيمين لعمله.