تقاليد وعادات عديدة منعت المرأة من قيادة السيارة في السعودية، ولكن هنادي زكريا الهنداوي تمكنت من التحليق في السماوات وأصبحت أول كابتن طيار سعودية. تعلّق قلبها الصغير بالسحاب، وأثار شغفها عندما وطأت الطائرة في رحلة مع أهلها تفاصيل بعيدة ترتكز في مخيلتها، تحاول أن تستعيد تفاصيلها، لم تكن تلك هي المرة الأولى، التي تسافر فيها على متن الطائرة، حيث صعدت الطائرة، وهي في أحشاء والدتها، وكانت على مشارف الخروج لذلك العالم الذي انتصرت عليه بإرادتها.
بعد مرحلة التعليم الثانوي قررت دراسة الأدب الإنجليزي، وقبل أن تحصل على الشهادة الجامعية أرادت أن تسير وراء شغفها، وتواصل الدراسة في أكاديمية الشرق الأوسط للطيران بالأردن، فذهبت لتحقق أحلامها بعيدًا عن ذلك التمييز الذي كانت تشعر به مرارًا. عادت هنادي لبلادها وهي على أتم استعداد لتخوض تلك الحرب التي دخلت في سجالها عنوة، نالت من الانتقادات الكثير حتى من أفراد عائلتها، الذين اتهموها بأنها تسىء للمرأة السعودية، لكنها لم تتنازل عن حلمها في أن تكون كابتن طيار.
هنادي زكريا الهنداوي تمكنت من التحليق في السماوات وأصبحت أول كابتن طيار سعودية
عند عودتها إلى المملكة كانت بحاجة إلى الدعم لتحصل على رخصة الطيران، ومنحت فرصة للعمل لدى شركة "الوليد القابضة"، استطاعت هذه الفرصة أن تأمّن لها التمويل اللازم للترخيص، وبعد عناء حصلت على رخصة الطيران من المملكة السعودية 2004، وكانت القائدة الوحيدة ضمن الأسطول الخاص للأمير الوليد بن طلال.
"قبل أن ألتحق بالطيران لم تكتب لي فرصة رؤية مقصورة القيادة، لكن بعد أن تقدمت بأوراقي للأكاديمية لإجراء المقابلة الشخصية وفي طريق العودة إلى جدة تحقق حلمي، حيث دعاني كابتن الطائرة لدخول المقصورة، وكانت تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها المقعد، الذي اخترت أن يكون مهنتي في المستقبل"، هكذا قالت هنادي في حوار سابق لها عن ذلك الشغف الذي نشب بوجدانها منذ الطفولة.
"قبل أن ألتحق بالطيران لم تكتب لي فرصة رؤية مقصورة القيادة"
أبعدها المرض عن مقعد الطائرة في رحلة علاج قاسية ألزمتها الفراش، حزن شديد انتابها بينما كانت تفكر في أنها لا تحلق في السماوات ثانية، لكنها هزمت المرض مثلما هزمت العادات والتقاليد، وعادت إلى حلمها ثانية تحلق في الفضاء كما يحلو لها، لتثبت للعالم أن الإصرار على تحقيق الأحلام يجابه أي صعوبات.
موقع المسلسلات والأفلام وبرامج التلفزيون الرائد في العالم العربي
