مسلسلات رمضان
احتفلوا بجنون قبل امتحان الثانوية.. فيديو راقص يثير ضجة في الجزائر
05/03/2024

شغل مقطع مصور لتلاميذ يرتدون بدلات كلاسيكية، ويتفاعلون ويرقصون بجنون على أنغام أُغنية "راي" شعبية، وسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر خلال الأيام القليلة الماضية. فقد أثار المقطع الجدل لكونه ليس لحفلة زواج ولا عيد ميلاد، وإنما "احتفال" بحلول 100 يوم عن موعد امتحان "البكالوريا". وانقسمت الآراء حول طريقة الاحتفال، حيث رأى البعض أنه تصرف عادي هدفه التخفيف من ضغط الدراسة المكثف. فيما وصفه آخرون بأنه "تقليد، أضراره أكثر من فوائده".

احتفال بحلول 100 يوم عن موعد امتحان البكالوريا

وعلّق أحد التلاميذ على المقطع قائلا: "ألم تخبرونا (مُخاطبا الأساتذة) أنّ الدراسة يجب أن تتخللها فترات راحة وأن لا تكون مُكثفة بشكلٍ يرهق التلميذ قبل الامتحان؟". وأضاف آخر: ".. لكل شخص طريقته بالاحتفال الخاصة به أو حتى طريقة التحضير لهذا الامتحان. وكل يحددها حسب ما يراه مناسبا وما يُقدر أنه سيجعله يتخلص من الضَّغط، ولهذا يجب أن نطلق أحكاما مسبقة على هؤلاء الطلبة". فيما قالت تلميذة أُخرى: "إنها طريقة للتذكير بأنّ موعد الامتحان اِقترب فلا تهولوا الموضوع". ومع كثرة التعليقات تحولت القضية في العموم، إلى جدل بين التلاميذ الذين هونوا من الاحتفال، وبين الأساتذة الذين انتقدوها بشدة.

"احتفال خارج السياق"

بدوره أبدى أستاذ يدعى عبد الغني مرسي، ويُتابع حساباته عدد كبير من الأشخاص، موقفاً معاديا لتلك الاحتفالات، حيث نشر مقطعي فيديو، الأول ينتقد فيه الظاهرة قبل حلول المئة يوم. وفي مقطع فيديو ثانٍ، أضاف أستاذ مادة الرياضيات في الطّور الثانوي: "الأصل أنّ الاحتفال يكون بالدراسة، خاصّة أنّ ثلاثة أشهر وعشرة أيام متبقية على اجتياز امتحان مصيري مثل البكالوريا، هي مدة قصيرة، لم يتبق الكثير، وبالتالي وجب الاعتصام في المنزل، والتركيز، وتكثيف الدراسة، وتعيد تحديد أولوياتك وهكذا".

الفيديو بدون صوت

من جهتها قالت الناشطة التربوية، والقيادية السابقة في الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، فتيحة باشا، إنّ "ما يُطلقون عليه احتفال 100 يوم قبل البكالوريا، هو عبارة عن عادة، الهدف منها هو التحضير لانطلاقة فعلية لوتيرة أسيرة في الدراسة من أجل تحقيق النجاح".

غير ما أثار حفيظة فتيحة، هو طريقة إحياء هذه العادة، إذ يجب أن يكون طابعها تربوياً، ولا تخرج من هذا السياق "على الأولياء غرس في أبنائهم القيم الأخلاقية العالية، ودور المدرسة هو التأطير والتحسيس" في إشارة إلى التوعية. فإن كان لا بد من هذه الاحتفالات، أضافت باشا :"لا بد أن تكون مؤطرة وذات طابع تربوي، على شكل ترفيه أو محاضرات إرشادية من طرف مختصين تكون داخل المؤسسة التربوية وبحضور الطلبة، وهذا لحماية وسلامة المُحتفلين من كل السلوكات الغريبة".

عادة سنوية

يشار إلى أن ظاهرة تنظيم حفل من طرف التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان نهاية التعليم الثانوي "البكالوريا"، انتقلت من بعض البلدان إلى الجزائر في شكل تقليد سنوي. ويهدف من خلاله المترشحون للامتحان تذكير أنفسهم بقرب موعد الحسم، بأن يكون ذلك اليوم الذي يحتفلون فيه هو الأخير قبل الخوض في وتيرة دراسة ومراجعة مكثفة.

احتفلوا بجنون قبل امتحان الثانوية.. فيديو راقص يثير ضجة في الجزائر صورة رقم 1

في حين تختلف مظاهر "الاحتفال" بهذا اليوم، من مجرد اِتخاذ قرارٍ بمضاعفة المجهودات، وإعداد برنامج مراجعة جديد يتوافق مع الأهداف المسطرة، إلى تنظيم مأدبة عشاء بين الأصدقاء في إحدى المطاعم الفاخرة، فيما يذهب آخرون إلى الاشتراك في استئجار قاعة حفلات يُنظمون فيها حفلة راقصة.

ورغم أن التقليد ليس جديدا بين الطلبة الجزائريين، فإنّ طريقة الاحتفال هذه السنة هي من أثارت ضجّة خاصة بين الأسرة التربوية، بعد انتشار مقطع فيديو، لطلبة يرتدون بدلات كلاسيكية أنيقة ويرقصون على أنغام مغنية "الرَّاي" الشَّابة "شينو".

احتفلوا بجنون قبل امتحان الثانوية.. فيديو راقص يثير ضجة في الجزائر صورة رقم 2