مسلسلات رمضان
المرأة السعودية تستيقظ من الغيبوبة التي عاشتها!!
21/11/2009

أثبتت المرأة السعودية أن الغيبوبة التي عاصرتها منذ قرابة نصف قرن من الآن، كانت قسرية بسبب تراكمات من العادات والتقاليد، ولكنها عندما انتفضت من تحت ركام تلك العادات نهضت بمستوى يليق بفترة طويلة من الإعداد والاستعداد، لتكون رائدة في مجالات متعددة منها وأشهرها العلوم والأبحاث، ما جعل المراقبين في كل أنحاء العالم يتأملون هذا الإنجاز بعيون تتسع في دهشة وانبهار.

المرأة السعودية تستيقظ من الغيبوبة التي عاشتها!! صورة رقم 1

غادة المطيري

في السنوات الخمس الماضية، كانت تطالعنا العديد من وسائل الإعلام المختلفة، العربية منها والعالمية، بتقارير ورؤى تتحدث أو تشير بشكل أو بآخر إلى تقييد المرأة السعودية بالعادات والتقاليد، ما يمنعها من الإنجاز العلمي و الاجتماعي، منطلقين في تلك الرؤى المبطنة من الاتهامات التي تشير إلى العديد من العادات والتقاليد التي يمارسها المجتمع السعودي ويرونها عائقاً كبيراً في وجه تحقيق طموحات المرأة فيه.

إلا أن المرأة السعودية أصبحت تنجز عالميا ما لم تنجزه الكثيرات في الوطن العربي، ولن يكون آخرها بطبيعة الحال الحضور الأخير لغادة باعقيل التي فازت بجائزة أفضل مشروع نسائي على مستوى العالم في خطوة تتواصل مع الكثير من اللواتي سبقنها إلى الإنجاز العلمي والعالمي، متجاوزة في استثناء ملفت كل التحديات التي تواجه المرأة السعودية بوصفها في مجتمع يغلبه الرأي الذكوري في الأغلب.وكان تقرير كتبه الصحافي أندرو لي بترز عن أوضاع المرأة في السعودية، والذي تصدّر غلاف مجلة التايم في طبعتها الأوروبية خلص إلى القول أن هناك تطورات إيجابية ملموسة فيما يتعلق بتحسين أوضاعها، ولكنها تسير ببطء مراعاة لأحوال بلدها المحافظ .

الإنجازات السعودية النسائية أكدت تفوقها على المنجز الذكوري خاصة مع بروز أسماء مثل البروفيسورة غادة المطيري والبروفيسورة حياة سندي وغيرهن ممن يعتبرن طفرة فكرية في مسار التحقيق العلمي والأبحاث. و سنجد أن فرصة الرجل تضمحل، والمسافة بينه وبين هرولة المرأة السعودية إلى النجاح تتسع ليكون في آخر قائمة الإنجاز للأعوام الثلاث الأخيرة، بالرغم من فارق المساحة المتاحة له للتحرك في هذا المجال.

إنجازات سعودية

ولعل آخر الإنجازات التي حققتها النساء السعوديات سجلته الشابة غادة باعقيل بفوزها بجائزة (أفضل مشروع تجاري نسائي) على مستوى العالم، بعد وقت وجيز جدا على حصول السعودية الأخرى مودة نور (23 سنة) على لقب فتاة العرب المثالية، فيما تبرز في مرحلة متقدمة البروفيسورة السعودية حياة سندي التي اختيرت في 17 سبتمبر 2009م ضمن أفضل 15 عالماً حول العالم ينتظر أن يغيروا من وجه الأرض عن طريق أبحاثهم ومبتكراتهم العلمية في شتى المجالات وهي حالة استثنائية كما يقول بعضهم في التفوق النسائي السعودي.

المرأة السعودية تستيقظ من الغيبوبة التي عاشتها!! صورة رقم 2

حياة السندي

وأضافت أميمة الخميس إنجازاً جديداً في صفحة الإبداعات النسائية باختيار روايتها (الوارفة) ضمن الروايات الثلاث المرشحة لجائزة "بوكر" لعام 2010 لتسجل حضوراً لافتاً في عالم الأدب، و لتؤكد وجود المرأة السعودية المؤثر على خريطة الإنتاج الأدبي .أما السعودية غادة المطيري فقد حققت حضورا غير مسبوق بترؤسها مركز أبحاث بجامعة كاليفورنيا ونالت أرفع جائزة للبحث العلمي في أمريكا على اختراعها الذي يعتبر بديلا عن العمليات الجراحية في علاج بعض الأورام السرطانية دون تدخل جراحي، أو كتقنية لإدخال العلاج لمرضى السرطان وبالتالي الاستغناء عن عمليات التدخل الجراحي.

وفشي نفس مجال التفوق العلمي الطبي تسجل الدكتورة هويدا القثامي نفسها كحالة خاصة حازت على وسام الملك فيصل من الدرجة الرابعة، حيث تعد الاستشارية الأولى لجراحة القلب للأطفال في الشرق الأوسط والثانية على مستوى العالم في مقدمة أول خمسين شخصية شهيرة على مستوى العالم . هذا في الوقت الذي كانت فيه عالمة أخرى هي ثريا التركي الأستاذة بالجامعة الأمريكية في القاهرة تحاضر في أعرق جامعات العالم مابين هارفارد و لوس أنجلس و جامعة جورج واشنطن نهاية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. فيما تبرز أسماء أخرى لا تقل لمعانًا وحضورًا علميًا مثل البروفيسورة إيمان هباس المطيري التي منذ البداية تخلت عن مقعدها التدريسي في جامعة الملك فيصل وهي في الثالثة والعشرين لتحلق خلف حلمها الكبير بالأستاذية في علم "الجينات" وصولاً لمراكز قيادية في شركة عالمية للأبحاث الحيوية في شيكاغو.

وكذلك تأتي فاتن عبد الرحمن خورشيد الأستاذة المشاركة في قسم الأحياء الطبية بكلية الطب والعلوم الطبية ومشرفة كرسي الزامل العلمي لأبحاث السرطان بجامعة الملك عبد العزيز بجدة كعالمة متفوقة في بحوثها واختراعاتها في مجال " الجزيئات المتناهية الصغر في أبوال الإبل ومكافحتها للخلايا السرطانية" ليتم اختياره في المركز السادس من بين 600 اختراع عالمي في كوالالمبور بماليزيا ، وتنال عليه ميدالية ذهبية.إن الحضور المتفوق للمرأة السعودية يمثل شهر عسل حقيقي ارتبطت فيه بالإنجاز والنجاح، وتسجيل اسمها في قائمة المبدعين في ظل كفاح باسل في وجه تحديات التقاليد و العادات مما يجعل هذا النجاح يبسط أجنحة تفوق ذوي قيمة أعلى وأفخم.