هل يحقّ للقنوات الاخبارية أن تتحكم في مظهر مذيعيها ومذيعاتها؟؟ وأن تكون مذيعا او مذيعة، هل يفرض عليك ارتداء ملابس محتشمة غير تلك الملابس العادية التي ترتديها خارج عملك؟؟ ربما كذلك، فكثيرون يرضون بما تفرضه إدارة عملهم وغيرهم يتركون كل شيء في سبيل حريتهم.

المذيعة السورية لونا الشبل، إحدى
المستقيلات

فلأوّل مرّة في القناة العربية الشهيرة "الجزيرة"، قدمت خمس مذيعات استقالتهن من القناة الفضائية بسبب خلافات مع الإدارة، والدافع قد يكون مرتبطا بـ "مضايقات في اللبس والمظهر العام". أما عن أسماء المستقيلات هن اللبنانيات جمانة نمور، ولينا زهر الدين، وجلنار موسى، والتونسية نوفر عفلي، والسورية لونا الشبل.

وذكرت وسائل اعلام أن ثماني مذيعات بينهن المذيعات المستقيلات (والمذيعات ايمان بنورة وليلى الشيخلي وخديجة بن قنة اللواتي لم يقدمن استقالاتهن)، تقدمن بشكوى في مطلع العام لإدارة شبكة الجزيرة، احتجاجا على ملاحظات علنية حول "اللبس والاحتشام"، وصلت بعض الاحيان لحد التجريح، وجهها أحد المسؤولين في التحرير، إلا أن لجنة تحقيق توصلت إلى تبرئة هذا المسؤول وإلى اعتبار "الشكل والمظهر العام للمذيعين والمذيعات ومقدمي البرامج على الشاشة من حق الشبكة القانوني"، وأن "من حقها وضع شروط وضوابط مقننة للشكل بما يتناسب مع روح القناة ومبادئها والصورة التي تود نشرها".

وتدرس إدارة القناة حالياً هذه الاستقالات التي تعتبر الأولى من نوعها. ويعتقد مراقبون بأن الأسباب نفسها قد تؤدي الى استقالات أخرى، فيما لوحظ، "أن نهج التشدد (في القناة) يتناقض مع أجواء الشفافية والانفتاح الإيجابي في المجتمع القطري الذي تتعزز فيه باستمرار مشاركة المرأة ودورها في مختلف المجالات".

هذا وقد استقال بعض مراسلي الشبكة، بينهم مدير مكتب القناة في القاهرة حسين عبد الغني، بحسب المصادر التي أشارت الى استقالة مراسل في اليمن وآخر في ألمانيا. وعلم أيضاً أن عرار الشرع، وهو مسؤول في التحرير، سيلتحق بقناة "الحرة"، وكذلك إسلام صالح الذي كان في وقت سابق مديراً لمكتب "الجزيرة" في الخرطوم قبل أن تبعده السلطات السودانية. ويتوقع في ضوء كل هذه التفاعلات أن تجري الجهات المعنية دراسة ومراجعة للأسباب والسياسات التي أثارت الاحتقان والغبن في أوساط المذيعات وبعض العاملين في القناة، في سبيل دعم مسيرتها.