وسط تظاهرات احتشدت امام القنصلية الاسرائيلية في اسطنبول، دعا اليها متشددون اتراك هتفوا: "لتسقط الصهيونية والامبريالية الاسرائيلية"، واحتشاد المئات امام مقر السفير الاسرائيلي في أنقرة غابي ليفي، حذرت تركيا اسرائيل من انها "ستتحمل العواقب"، في وقت حضت جماعات تركيا على ارسال قوات الى غزة وإطلاق سراح السفن التركية.

اسرائيل أظهرت مرة أخرى
وبوضوح استهتارها بأرواح الناس

وأعلنت انقرة إلغاء مناورات عسكرية مشتركة مع اسرائيل ودعت الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن بعدما استدعت السفير التركي في تل ابيب أحمد أوغوز تشليكول. وقال وزير الخارجية التركي داود اوغلو: "لا يحق لأحد ان يتصرف وفق ما جرى... لا احد فوق القانون". وذكرت وسائل اعلام تركية ان رئيس هيئة الاركان التركية الكر باسبوج قطع زيارته لمصر وأن وزير الخارجية تحدث هاتفياً و "بغضب" مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: "اسرائيل أظهرت مرة أخرى وبوضوح استهتارها بأرواح الناس ومبادرات السلام باستهدافها مدنيين ابرياء... نشجب بشدة الاعتراض الاسرائيلي غير الانساني للسفن... اياً كان السبب، فإن مثل هذا العمل ضد مدنيين لا يشاركون سوى في نشاطات سلمية غير مقبول". ووصف التصرف الاسرائيلي بأنه "ستكون له عواقب محتملة لا يمكن اصلاحها في علاقاتنا".

واستدعت الوزارة السفير الاسرائيلي الى مقر الخارجية التركية محتجة على "العدوان" قبل استدعاء السفير التركي لدى اسرائيل. وكان حوالى 400 مواطن تركي على متن السفينة التركية "ماري مارامارا"، التي كانت الاولى بين السفن التي تعرضت للعدوان الاسرائيلي. ونظمت المشاركة التركية في العملية "مؤسسة حقوق الانسان والحريات والمساعدات الانسانية" في أنقرة بعدما حضت تركيا اسرائيل على السماح للقافلة بالمرور بأمان وقالت انها تحمل عشرة آلاف طن من المساعدات الانسانية.

وأفادت وكالة أسوشيتد بريس اليوم الثلاثاء أن السلطات الاسرائيلية أفرجت عن دبلوماسي أمريكي كان من بين المتضامنين في أسطول الحرية الذي هاجمته القوات الاسرائيلية يوم الاثنين.ونقلت الوكالة عن زوجة الدبلوماسي إدوارد بيك (81 عاما) انها تلقت رسالة من وزارة الخارجية الاسرائيلية تؤكد أن زوجها بصحة جيدة وقد غادر اسرائيل في اتجاه تركيا.

هذا وقد أعلن وزير الأمن العام الإسرائيلي إسحاق أهارونوفيتش في وقت سابق أن السلطات الاسرائلية ستفرج عن معظم الناشطنين الذين كانوا على متن سفن اسطول الحرية بعد انتهاء عمليات التدقيق والتحقيق معهم، لكه أكد أن اسرائل ستعتقل المسؤولين عن أعمال العنف والاعتداء على الجنود الاسرائيليين خلال عملية الاستيلاء على السفن.

وكان مجلس الأمن الدولي عقد مساء الاثنين اجتماعا طارئا علنيا بناء على طلب من لبنان وتركيا لبحث الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية والذي أسفر عن مصرع 19 ناشطا وإصابة 50 آخرين. وفي كلمته أمام الجلسة، أدان احمد داود اوجلو وزير الخارجية التركي الاعتداءات الإسرائيلية على أسطول "الحرية" المتجه الى قطاع غزة لكسر الحصار من خلال تقديم المعونات الطبية والغذائية، واصفا هذه الاعتداءات بالبربرية وغير الاخلاقية.

وقال وزير الخارجية التركي: "ان هذا يوم اسود فى تاريخ البشرية بعد ان هاجمت اسرائيل دون ادنى مبرر مئات المدنيين الذين يمثلون 34 دولة اتجهوا لتقديم المعونات الانسانية لاهالي غزة، هذا الهجوم هو عمل بربري غير مسبوق ونوع من القرصنة الارهابية التي لا تصدر الا من دولة فقدت شرعيتها ".

اما الولايات المتحدة ففي اعقاب الغاء اللقاء الذي كان مقرر عقده بين الرئيس اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين ننتنياهو فانها ستعلن عن موقفها بعد دراسة تفاصيل الهجوم الاسرائيلي على الاسطول في الوقت الذي تشهد فيه مظاهرات امام السفارة الاسرائيلية في واشنطن تنديدا بالهجوم.

القوات الاسرائيلية تقوم بنقل احد المصابين الى مستشفى رمبام