ما أفظع أن يخلع الشخص ثوب الانسانية الذي يرتديه منذ ولادته، ويرمي به بعيدا، والأصعب أن يكون هذا الشخص هو امرأة والتي وهبها الله مشاعر جياشة تمنعها بشكل عام من ارتكاب الجرائم البشعة، فلا يطاوعها قلبها على ايذاء أو تعذيب الآخرين، وخاصة في شهر كريم يغفر به الله عز وجلّ الذنوب ويطهر الإنسان من خطاياه.

ولكن وللأسف فإن لكل قاعدة شواذ، إذ تجرّدت ربة منزل من العاطفة ولم تتحلّ بالتسامح، وقامت وقبل انطلاق مدفع الإفطار بدقائق من مساء أمس الاثنين، بضرب جارها المسن بعصا على رأسه حتى سقط جثة هامدة أمام ابنته التلميذة، وكل ذلك بسبب إلقاء القمامة بجوار شقتها بالعامرية في محافظة الاسكندرية.

وكانت قد حدثت مشادة كلامية بين كل من جيهان السيد شحاتة (43 سنة) وجارها المسن محمد أحمد محمد (76 سنة) موظف بالمعاش، والسب كان قيام ابنته بالقاء القمامة بجوار شقتها، الأمر الذي تطوّر إلى مشاجرة بالايدي.

فما كان من السيدة سوى أن أحضرت عصا غليظة، وانهالت بها على رأس المجني عليه، حتّى سقط قتيلا، فقامت قوات الأمن بإلقاء القبض على المتهمة.

ربّما أذنبت إبنة المقتول، وأخطأت بحق جارتها عندما ألقت القمامة بجوار شقتها، بل ولم تحترم الجار، أولم يوصينا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بسابع جار؟، ولكن هذا لا يعني أن يتطور الأمر إلى هذا الحد، فأين إنسانية تلك المرأة التي قتلت مسنا ومتى؟ في رمضان!.