مسلسلات رمضان
سالي عبدالله المحولة نوعها تروي رحلتها الطويلة مع العذاب!
11/09/2010

قرار التحول النوعي يعتبر قرار مصيري لصاحبه، والتحول من صبي إلى بنت أو من بنت إلى صبي يقود إلى رحلة عذاب طويلة في مجتمعنا، وسالي عبد الله مرسي أشهر محولة نوعها في مصر تروي لـ"إيلاف" قصتها مع المعارك القانونية مع جامعة الأزهر، وقرارها في اللجوء إلى محكمة الاتحاد الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب ومقرها تنزانيا لكي تسمح لها الجامعة الإسلامية باستكمال السنة الأخيرة لها في كلية طب البنات لتحقيق حلمها بان تصبح طبيبة بعد أن بلغت عامها الـ 48.

سالي عبدالله المحولة نوعها تروي رحلتها الطويلة مع العذاب!  صورة رقم 1

قبل 22 عاما تقريبا كانت سالي ذكرا

تأمل سالي عبدالله المحولة نوعها في مصر، في أن تساعدها محكمة الاتحاد الإفريقي التي ستنظر قضيتها في شهر نوفمبر المقبل في تحقيق طموحها بدعم حقوقي من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية وجمعية المساعدة القانونية في أن تحصل على درجة الطب لمساعدة من يعانون من نفس مشكلتها في المجتمع.

قبل 22 عاما تقريبا كانت سالي ذكرا وتحمل اسما مختلفا هو سيد. فقد أجرت عملية جراحية لتحويل نوعها من ذكر إلى أنثى في الـ26 من عمرها. تقول سالي إنها كانت تعيش حياة عادية ذكرا ولم تشعر بشيء غير طبيعي،"مرت السنوات والتحقت بالمدرسة الابتدائية ومن بعدها الإعدادية على هذا الحال، لكن في سن 14 عاما بدأت اشعر بأنني مختلفة " بعدما بدأت علامات أنوثة تظهر عليها.

تقول سالي أن والدتها اصطحبتها إلي الطبيب، وطلب إجراء التحاليل الطبية والفحوصات وأظهرت النتائج خلل في توازن الهرمونات وان هرمون الأنوثة يغلب على الذكورة بسبب تناول والدتها لحبوب الإجهاض أثناء فترة الحمل. ونصحوا بضرورة إجراء عملية جراحية لتغيير النوع.

تستدعى سالي ردة فعل والدها بعد معرفة الخبر قائلة "والدي رفض رفضا تاما إجراء العملية وقال للأطباء انه يريد ولدا حتى ولو كان صناعيا". وقام بنقلها من المدرسة الفرنسية في القاهرة إلى المدرسة الثانوية الأزهرية للبنين وبدأت تحاول التكيف مع الوضع بالتركيز في دراستها وانعزالها عن بقية الأولاد.

سالي عبدالله المحولة نوعها تروي رحلتها الطويلة مع العذاب!  صورة رقم 2

سالي كانت تؤجل العملية الى بعد التخرج

تقول سالي أن هذا الوضع انعكس عليها ايجابيا بتفوقها في الدراسة وإنهائها المرحلة الثانوية من بين العشرة الأوائل على مستوى البلاد لتشق طريقها نحو كلية الطب حيث أن الإحباط من حالتها دفعها لدراسة الطب لمعرفة المزيد على حالتها المرضية، مشيرة إلى انه كلما كانت تقرا كلما كانت حالتها تزداد سوءا.

تقول أن سيد في الكلية، التي تجمع الطلاب البنين فقط، بدأ يصبح سالي، بدأ يرتدى فستانا ويطيل شعره وتظهر عليه مظاهر الأنوثة بشكل كبير، الأمر الذي وضعها في أول مواجهة مع الجامعة التي قامت بإيقافها عن الدراسة لمدة شهرين للتشبه وتقليد أنثى.

تضيف سالي أنها كانت تؤجل إجراء العملية إلى بعد التخرج من الجامعة لكنها شعرت بصعوبة في استمرار حياتها بهذا الشكل وخاصة بعد أن حاولت الانتحار.

وفي عام 1988 كان نقطة التحول في حياتها وإنهاء علاقتها بعالم الذكورة حيث حجزت في أحد المستشفيات الخاصة في القاهرة وخضعت لعملية تغيير لجنسها لمدة ساعات وتحولت بعدها من ذكر إلى أنثى ومن طالب إلى طالبة، إلا أن ذلك لم ينه رحلة شقاء سالي حيث انقلبت الدنيا عليها داخل جامعة الأزهر.

فعندما تقدمت بطلب لنقلها من كلية طب بنين إلي كلية طب بنات، تم تصعيد الواقعة إلى رئيس الجامعة. وكانت سالي في السنة الخامسة عندما اجتمع مجلس الجامعة واصدر قراره بفصلها من الجامعة بدعوى إجرائها لعملية غير أخلاقية وأنها أصبحت غير معروفة النوع.

سالي عبدالله المحولة نوعها تروي رحلتها الطويلة مع العذاب!  صورة رقم 3

قبل التحول .. لما كانت "سيد"

تقول سالي معلقة على القرار "كلام فارغ ". وتستطرد قائلة "بعد فصلي، اشتغلت راقصة وتزوجت ثلاثة مرات انتهت بالطلاق لعدم إنجابي أطفال"، مشيرة إلى أنها حاولت أن تثبت أنوثتها بالعمل في هذه المهنة، بيد أنها لم تتخيل أن يحول عملها في هذه المهنة دون عودتها إلى الأزهر مرة أخرى.

فعندما اتجهت إلى محكمة القضاء الإداري للطعن على قرار إدارة جامعة الأزهر بفصلها من كلية الطب وحرمانها من استكمال دراستها. قدم دفاع الأزهر عددا من الصور الفوتوغرافية لها ببدلة الرقص، وقضت المحكمة بعدم قبول الطعن، وأيدت قرار رئيس جامعة الأزهر باعتبارها جامعة إسلامية.

تقول سالي أنها تحمل لشيخ الأزهر الراحل، محمد سيد طنطاوي مكانة خاصة في قلبها حيث أصدر فتوى دينية سمح فيها بإجراء عمليات تغيير النوع. وتأمل سالي أن يساعدها ذلك في قضيتها مع الأزهر.

تقول لوكالة الإنباء الألمانية "كان الشيخ طنطاوي حكيم جدا" بيد أن خليفته، الشيخ علي جمعة أصدر فتوى جديدة نقض تماما الفتوى السابقة.

وفي الوقت الذي كانت تقاتل فيه للعودة إلى كلية الطب تقول سالي أنها درست القانون وحصلت على كلية الآداب. وحتى تستطيع إكمال العام الأخير لها في الأزهر انضمت مؤخرا إلى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، ومركز المساعدة القانونية، لتوصيل قضيتها إلى محكمة الاتحاد الإفريقي لمساعدتها على تحقيق طموحها في أن تصبح طبيبة، ومن المقرر أن تنظر قضيتها في شهر نوفمبر المقبل.