يقال: "ان الاعمار بيد الله" وكل انسان لا يعلم متى تأتي ساعته، لكنه يعلم ان الموت آت لا محالة، لذلك فانه يقوم بتجهيز بعض الوصايا لاقربائه، هذا ما فعلته المرحومة مغيضة حسين عبدالله. حيث توفيت مغيضة وهي أكبر معمرة مصرية في سيناء، بعد ان تجاوزت الـ 107 أعوام، وكانت آخر وصاياها إلى أحد أحفادها عدم الإعلان عن وفاتها خشية إزعاج أحفادها العاملين في الخارج.
الله يرحمك ويجعل مثواك الجنة
وأشار حفيدها إلى أن حياتها كانت بسيطة للغاية، وكانت لا تأكل سوى القليل جدا ولا تقبل على اللحوم وتكثر من أكل الفاكهة، وكانت تقيم عند صغرى بناتها في غرفة نظيفة وإن خلت من أي أثاث حديث فلم تستخدم سوى فراش من الحصير البلاستيك، وبجوارها راكية نار يسمونها "كانون"، وكانت دائما ترحب بزوارها، حتى إن كانت لا تعرفهم وكثيرا ما كانت تشاركهم في الحديث، وكانت تقول: أنا ما لي جيل، أي أن كل من في سنها ما.. ودائما ما كانت تشدو بالغناء قائلة: يا حلو جيلك تعدى، ما بقالك جيل، وإن جيت يا مرحبا، وإن فت بالتساهيل، وكانت تحكي قصتها، قائلة: "أنا واعية لأيام تركيا، وإن أردت تحسب عمري أحسب وعد حتى تتعب".