إذا كانت تعتقد إسرائيل أنها دولة فوق القانون، وأن ما يفعله الجيش الأمريكي في العراق من انتهاك لحقوق الإنسان إنما يمنحها الشرعية للتنكيل بالفلسطينيين وتعذيبهم فيبدو انها مخطئة، فهنالك من يقف لها بالمرصاد، فلا يبدو ان فضائح جيش الاحتلال الاسرائيلي وانتهاكاته ضد الفلسطينيين ستنتهي قريبا، اذ دعت منظمة إسرائيلية تنشط في حقوق الإنسان الجمهور الإسرائيلي إلى التعرف على هوية جنود إسرائيليين نشرت صورهم على موقع "فيس بوك"، وهم يمارسون انتهاكات ضد مدنيين فلسطينيين خلال عدوان "الرصاص المصبوب" نهاية 2008 وبداية 2009.

الصور تعكس سلوكيات خطيرة لجنود إسرائيليين

وبحسب موقع "وللا" الإسرائيلي الالكتروني الذي نشر الصور في أعقاب كشف منظمة "يكسرون الصمت" الإسرائيلية عنها عبر "فيس بوك"، فإن الصور تظهر جنوداً إسرائيليون وهم يلتقطون صوراً تذكارية لهم في منازل فلسطينيين تم احتلالها في غزة خلال الحرب الأخيرة.

وتهدف منظمة "يكسرون الصمت" من وراء نشر الصور، الى تقديم شكاوى قضائية ضد الجنود الذين ظهروا في الصور ومقاضاتهم لاقترافهم هذه التجاوزات. واكد مصدر في المنظمة الإسرائيلية أن دلالات هذه الصور تشير الى أنها قد تصبح جزءاً من الثقافة الإسرائيلية، خصوصاً وأن الحديث لا يتعرض لحوادث فردية فقط، معتبراً أن هذا يحدث جراء استمرار الاحتلال ودخول قوات الجيش إلى مناطق سكنية مأهولة.

وتظهر بعض الصور جنديين إسرائيليين وهم يصوبون بندقيتيهما تجاه مدني فلسطيني معصوب العينين من مسافة قريبة وبشكل مباشر، في ما تظهر صورة أخرى جندي إسرائيلي وهو يكتب على جدران منزل أحد الفلسطينيين "سنعود" بعد رسم نجمة داوود، بينما التقطت صور ثالثة لجندي إسرائيلي قرب امرأة فلسطينية دخل حجرة مطبخها.

جندي يكتب على جدران
منزل أحد الفلسطينيين "سنعود"

وقال التلفزيون الإسرائيلي مساء أمس إن الصور تعكس سلوكيات خطيرة لجنود إسرائيليين صوروا أنفسهم خلال عملهم العسكري في غزة.

ونقل التلفزيون في نشرته المركزية استياء مصادر في الجيش الإسرائيلي من قيام منظمة "يكسرون الصمت" بنشر هذه الصور عبر وسائل الإعلام بدلاً من تقديمها للجيش كما هو معمول به في وقت سابق. وقال الجيش الإسرائيلي "المنظمة واصلت في الآونة الاخيرة نشر صور وإفادات عبر وسائل الإعلام بدلاً من التوجه إلينا". وأضاف "الجيش يجري التحقق من الأمر خلال هذه المرحلة".

وأوضح أن الشرطة العسكرية تتولى التحقيق في أي تصرف غير سوي يحول إليها، إذ تصدر مذكرات بذلك وتقوم النيابة العسكرية بقديم لوائح الاتهام ضد مرتكبي التجاوزات من أجل تقديمهم الى محاكمة عسكرية إذا اقتضى الأمر ذلك.