مسلسلات رمضان
المفتي جمعة: مستقبل الإسلام في أوروبا غير مرهون بالنقاب واللحية
01/11/2010

هناك اعتقادات كثيرة حول مستقبل الاسلام في اوروبا، وهناك العديد من التساؤلات حول الاعتقاد الصحيح، وقد حذر مفتي الجمهورية الدكتورعلي جمعة من اعتقاد بعض افراد الجالية المسلمة ان مستقبل الاسلام معلق على ارتداء النقاب وإطلاق اللحى وإقامة المآذن فقط، مع تأكيده على أنه لا ينبغي للدول الأوروبية التدخل في هذه الأمور. كما حذر من أن بعض أفراد الجاليات المسلمة تتعاطى مع المجتمعات الغربية وكأنهم لم يبرحوا بلادهم التي تركوها قبل عقود دون اكتراث لهويتهم الجديدة، وهو ما يزيد من موجة الفوبيا والكراهية لدى الطرف الآخر، واستطرد قائلا: "نحن نطالب بالاندماج الإيجابي وليس الذوبان".

المفتي جمعة: مستقبل الإسلام في أوروبا غير مرهون بالنقاب واللحية صورة رقم 1

المفتي علي جمعة: الاسلام ليس معلق
على ارتداء النقاب واللحى والمآذن

وأكد مفتي الجمهورية في تصريحات لصحيفة "تاجس أنسايجر" السويسرية، أن مراكز الأبحاث والنخب المثقفة والأكاديمية والسياسية في أوروبا ووسائل الإعلام عليهم السعي لبلورة نظرة جديدة تجاه العرب والمسلمين باعتبارهم أعضاء في المجتمع الدولي لهم حقوق وعليهم في المقابل واجبات، وعدم النظر إليهم باعتبارهم طابورا خامسا وموضع شك باستمرار‏،‏ حتى يمكن إزالة عقدة الخوف والاضطهاد التي بدأ كثير من المسلمين في بلاد الغرب يشعرون بها.

ودعا مفتي الجمهورية القيادات الإسلامية الدينية المستنيرة في الدول الإسلامية أن تقوم بدورها وتتحمل مسئولياتها في نشر القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة الداعية إلى التمسك بالجوهر بعيدا عن المظاهر والقشور، وإزالة ما علق بالإسلام من تشوهات وتفسيرات خاطئة أو تفسيرات جامدة في أذهان الكثيرين في الغرب.

وقال إن إرساء "الثقة" و"الفهم"، بين العالمين الإسلامي والغربي عملية تستلزم وجود شركاء من الجانبين لديهم الرغبة الصادقة في الحوار، حيث إنه لا معنى ولا تأثير للحوار من طرف واحد، ولابد أن ينبع الحوار من الاعتراف بالهويات والخصوصيات ويحفظ احترام الآخر ولا يسعى للسيطرة عليه، أو إثارة العداوات والنابع من احترام التعددية الدينية والتنوع الثقافي، والبعيد كل البعد عن قهر أحد الطرفين الطرف الآخر. وأضاف المفتي أن مشروع إعادة بناء عالم متناغم متعاون كالشارع ذي الاتجاهين يتطلب مشاركة القيادات الدينية وغيرها في أوروبا في الإعراب عن ثقتهم في مواطنيهم المسلمين، مؤكدا أنه لا تقدم دون عمل مشترك قائم على الإيمان والثقة.

وأشار المفتي إلى أننا كمسلمين فخورين بحضارتنا الإسلامية، ولا ننكر وجود وأهمية الثقافات الأخرى، ونؤمن أن كل من كان عمله سعيا لرقي العالم فهو شريك لنا في إعمار الأرض، موضحا أن المسلمين في الدول الأوروبية يمثلون أقلية يجب عليهم تحمل مسئولياتهم في العمل والعطاء ‏من أجل المجتمع الذي يعيشون فيه،‏ والسعي نحو الاندماج في المجتمع أو الوطن الذي اختاروه اندماجا يحقق لهم التعايش والتجانس مع باقي طوائف المجتمع‏ بالشكل الذي يحافظ على الذاتية الثقافية أو الدينية ذات البعد العقلاني والمعتدل الذي يستوعب ويتفاعل مع الحضارات والمجتمعات الأخرى.