مسلسلات رمضان
بهلوانات اسبانية في رام الله بهدف الـ"علاج بالضحك" للفلسطينيين!
26/11/2010

حركة جميلة وانسانية يبادر بها الاسبان لمساعدة الفلسطينيون وابدائهم تضامنا شعرويا مع الفلسطينيين المحتلون، بحيث تسعى مجموعة من البهلوانات الإسبان لبث بعض روح الأمل والتفاؤل في الحياة اليومية لفلسطيني الضفة الغربية في إطار مشروع جديد لإضحاك الفلسطينيين بعد أن أصبحت حياتهم مريرة وصعبة وبعيدة عن الضحك.

بهلوانات اسبانية في رام الله بهدف الـ

سيرك في رام الله بهدف العلاج بالضحك

وبذل ثلاثة مهرجين إسبان جهدا واضحا، خلال ورشة عمل أقيمت في مدينة نابلس، بما قدموه من ألعاب وتمرينات إيقاعية وتدريبات على الرقص، وذلك لجذب مجموعة من 20 شاب وفتاة في المدينة. ومن بين فقرات البرنامج لعبة تقاذف عدة كرات باليدين في وقت واحد، على أن يضع الفلسطينيون أنف المهرج الحمراء على أنوفهم أثناء المشاركة مع البهلوانات، بالإضافة إلى فقرات مضحكة تهدف "للعلاج بالضحك".

ويقول أوسكار أحد رؤساء مجموعات البهلوانات: "إن المهرج شخص منفتح على كل شيء فهو رمز لإنسان طيب يقبل ما يحدث له، ورغم أن المهرج يكون جادا، أو يشعر بخيبة الأمل أحيانا، إلا أنه لا يستحي من إبداء مشاعر الإحباط ثم تجاوزها في نهاية المطاف".

يعاني بعض الفلسطينيين الشباب الذين تجمعوا في مركز الإغاثة في نابلس من مشاكل في التواصل مع الآخرين، لذلك فإنهم سيتعلمون من خلال لعبة نقل مشاعرهم لمشاركين آخرين، ولكن عبر الأعين فقط. ويرى المهرج أوسكار أن "للنظرة سحرا"، ويقول "نستطيع تعلم إقامة اتصال مع إنسان من خلال النظرات فقط ونقل مشاعرنا لهذا الشخص من خلال هذه النظرات".

غير أن التقاليد الصارمة التي لا تزال باقية في المجتمع الفلسطيني تصعب بعض الألعاب، حيث ينفصل الرجال عن النساء بشكل تلقائي عندما يصل الأمر إلى لعبات الرقص أو الألعاب القائمة على التحرك. وتؤكد الفتيات أنهن لا يستطعن الرقص أمام الرجال، ولذلك طلبت إحداهن تغيير هذه اللعبة.

بهلوانات اسبانية في رام الله بهدف الـ

المهرج رمز الإنسان الطيب

وبحسب المشروع الطوعي للمهرجين في الضفة الغربية، سيكون هناك 3 فرق بهلوانية أخرى في الضفة خلال عام وسيزورون عدة مدن مختلفة. تقوم هذه الفرق بالإعداد خلال هذه الزيارات لإقامة مهرجان فلسطيني للمهرجين في العام 2011، والذي تشرف عليه منظمة "بالاسوس ان ريبلديا" (المهرجون الثوار).

وقال علي نوبامي أحد الأطباء النفسيين في منظمة "هيومان سابورترز" الإنسانية إن الكثير من الأطفال بمركز مدينة نابلس قد أصيبوا نفسيا بسبب العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل ليلا. وأضاف "لقد فقد بعض هؤلاء الأطفال آباءهم أمام أعينهم، ويعيش معظم هؤلاء في مناخ متوتر، ويعانون من مشاكل اجتماعية ويطورون سلوكيات عدوانية، وهنا يمكن أن تصنع ورشة عمل المهرجين معجزة، حيث يصبحون بعد مشاهدة هذه الورش أكثر طاقة وسعادة، نحن نرى صورة أخرى للمجتمع الفلسطيني الشباب فيها أنشط واجتماعيون أكثر".

كما ان الاحتلال يعني بالنسبة للكثير من النساء الفلسطينيات أيضا الإجهاد الدائم، حيث قالت إحدى نساء معسكرات اللاجئين في رام الله للمهرجين إنها ضحكت لأول مرة منذ عدة أشهر أثناء مشاهدتها الألعاب البهلوانية.