حركة جميلة وانسانية يبادر بها الاسبان لمساعدة الفلسطينيون وابدائهم تضامنا شعرويا مع الفلسطينيين المحتلون، بحيث تسعى مجموعة من البهلوانات الإسبان لبث بعض روح الأمل والتفاؤل في الحياة اليومية لفلسطيني الضفة الغربية في إطار مشروع جديد لإضحاك الفلسطينيين بعد أن أصبحت حياتهم مريرة وصعبة وبعيدة عن الضحك.
سيرك في رام الله بهدف العلاج بالضحك
ويقول أوسكار أحد رؤساء مجموعات البهلوانات: "إن المهرج شخص منفتح على كل شيء فهو رمز لإنسان طيب يقبل ما يحدث له، ورغم أن المهرج يكون جادا، أو يشعر بخيبة الأمل أحيانا، إلا أنه لا يستحي من إبداء مشاعر الإحباط ثم تجاوزها في نهاية المطاف".
يعاني بعض الفلسطينيين الشباب الذين تجمعوا في مركز الإغاثة في نابلس من مشاكل في التواصل مع الآخرين، لذلك فإنهم سيتعلمون من خلال لعبة نقل مشاعرهم لمشاركين آخرين، ولكن عبر الأعين فقط. ويرى المهرج أوسكار أن "للنظرة سحرا"، ويقول "نستطيع تعلم إقامة اتصال مع إنسان من خلال النظرات فقط ونقل مشاعرنا لهذا الشخص من خلال هذه النظرات".
غير أن التقاليد الصارمة التي لا تزال باقية في المجتمع الفلسطيني تصعب بعض الألعاب، حيث ينفصل الرجال عن النساء بشكل تلقائي عندما يصل الأمر إلى لعبات الرقص أو الألعاب القائمة على التحرك. وتؤكد الفتيات أنهن لا يستطعن الرقص أمام الرجال، ولذلك طلبت إحداهن تغيير هذه اللعبة.
وقال علي نوبامي أحد الأطباء النفسيين في منظمة "هيومان سابورترز" الإنسانية إن الكثير من الأطفال بمركز مدينة نابلس قد أصيبوا نفسيا بسبب العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل ليلا. وأضاف "لقد فقد بعض هؤلاء الأطفال آباءهم أمام أعينهم، ويعيش معظم هؤلاء في مناخ متوتر، ويعانون من مشاكل اجتماعية ويطورون سلوكيات عدوانية، وهنا يمكن أن تصنع ورشة عمل المهرجين معجزة، حيث يصبحون بعد مشاهدة هذه الورش أكثر طاقة وسعادة، نحن نرى صورة أخرى للمجتمع الفلسطيني الشباب فيها أنشط واجتماعيون أكثر".
كما ان الاحتلال يعني بالنسبة للكثير من النساء الفلسطينيات أيضا الإجهاد الدائم، حيث قالت إحدى نساء معسكرات اللاجئين في رام الله للمهرجين إنها ضحكت لأول مرة منذ عدة أشهر أثناء مشاهدتها الألعاب البهلوانية.