أرجأت المحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري، نشر نتائج تحقيقاتها إلى ما بعد عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وذلك تحسبا من إثارة قلاقل والحفاظ على استقرار لبنان. وعلم موقع "مسلسلات برو" من مصادر خاصة أن المحكمة الدولية قامت بتعديل نتائج تحقيقاتها وقرارها الظني حرصا على سلامة لبنان، ومن ضمن التغييرات والتعديلات الطارئة شطب بعض التهم الموجهة ضد شخصيات قيادية بارزة في حزب الله.

هذا وتتعاظم حدة التوتر والتأهب في لبنان لتبلغ ذروتها مع اقتراب نشر القرار الظني الذي بينما يترقب المتربصون بمصير ومستقبل هذا البلد وما قد تؤول إليه الأحداث هناك. ويسود تخوف دولي وعالمي من قيام حزب الله باجتياح لبنان، من خلال ما قرأوه بين سطور الخطاب الذي أدلى به الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطابه بالأمس، فقد جدد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله اتهامه للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان بانها ستتهم سلفا حزبه باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

واعتبر نصرالله في كلمة له خلال احياء ذكرى عاشوراء انه منذ عام 2008 علم الحزب بالاتهام لكنه لم يحرك ساكنا ولم يتصرف في يوم من الايام على قاعدة تفتيش عن مشكلة او الانقلاب على السلطة والنظام والطائف ولو اراد للتفتيش عن سبب "هناك الف سبب وحجة". ولفت الى انه حين وجد انه في الاشهر الاخيرة ان هذا الموضوع انتهى ويتم تركيب مؤامرة تستهدف المقاومة "فهل من المنطقي ان نبقى ساكتين".

ولفت الى ان المحكمة "سياتيها يوم اصعب من ويكيليكس وكل من تواطأ وتآمر سيأتيه يوم وفضيحة اكبر من ويكيليكس". وسأل نصرالله "هل نتكلم بعد صدور القرار الظني وحصول المؤامرة؟"، مضيفا "نحن واجهنا بالمنطق والعلم وقدمنا معطيات وقرائن لكننا لم نذهب الى السلبية لا عبر المظاهرات والتعطيل والاستقالة والعصيان المدني فضلا عن العصيان المسلح ونحن نعرف ان هناك قرارا اتهاميا سيصدر بعد ايام، فكيف اذا دافع احد ما عن نفسه يكون دليلا انه متهم وما هذه البدعة؟"

وقال نصرالله انه عندما كان ديتليف ميليس رئيسا للجنة التحقيق الدولية نائبه كان غيرهارد ليمان الذي هو ضابط مخابرات الماني وهو اكبر مسؤول عن تسريب التحقيق وهو رجل فاسد وقد باع وثائق في لبنان وهناك اشخاص اشتروا وثائق منه، متابعا " عرض علينا شراء كل ما يتضمنه التحقيق الدولي من ليمان بمليون دولار".

ولفت نصرالله الى ان قضية شهود الزور ادت الى فتنة والى اهتزاز البلد وما زالت ومع ذلك يرفضون تحويلها الى المجلس العدلي فهل من يرفض ذلك يريد الحقيقة والعدالة؟، مشددا على ان المحكمة الدولية والحكومة اللبنانية تحميان شهود الزور وهناك قيادات لبنانية شريكة في تصنيع هؤلاء. واكد نصرالله "لسنا نحن من يقبل بالظلم حتى لشاب من شبابنا او لاي انسان ولسنا نحن من يستسلم او يخون الامانة والكرامة و"خلي يصير اللي بدو يصير".

اسرائيل امام مأزق
استراتيجي وتمتلك 3 خيارات

واعتبر انه يجب العمل بالحد الادنى لتعطيل اهداف اتهام حزب الله وبعض الاهداف المتوقعة من القرار الاتهامي تم احباطها منها تشويه صورة المقاومة كما احراج حلفاء حزب الله السنة والمسيحيين واحداث تضعضع لدى الطائفة الشيعية واضعاف حزب الله تمهيدا لضربه وهذا الهدف احبط بالكامل.

واردف نصرالله "قدمنا خدمة لمن يطلب الحقيقة والعدالة بجد وحق"، داعيا الى مراجعة في الحكومة للطريقة التي "تساعد للوصول الى العدالة وبعد تجربة 5 سنوات "من الفساد والكذب" من المحكمة نحن جاهزون للمراجعة".

واقترح الى ترك "المسالة بيننا وبين المحكمة الدولية فلم تدافعون عنها؟ نريد ان نعرف الحقيقة في شهود الزور ولا نريد محاكمة احد". ودعا الى ايجاد صيغة تخرج لبنان الرسمي من هذا الموضوع ف"نحن قادرون ان نحمي انفسنا والمسعى السوري-السعودي مستمر ويجب ان نعمل جميعا لمساعدة هذا المسعى للوصول الى معالجة وبعد صدور القرار الاتهامي لكل حادث حديث سنتشاور مع حلفائنا وفي ضوئها نقرر".

الى ذلك، تناول نصرالله الملف الاسرائيلي فراى انها امام مأزق استراتيجي وتمتلك 3 خيارات: الخيار الاول هو الذهاب الى تسوية ومفاوضات مع فلسطين ولبنان وسوريا وهذا الخيار لا تريده حكومة بنيامين نتانياهو.

ولفت الى ان الخيار الثاني امام اسرائيل هو مسار الحرب وان تقدم على حرب اما مع لبنان او سوريا او ايران او غزة او كلهم وهذا الخيار في الظروف الحالية غير منطقي اذ انها تعرف جيدا ان الخروج الى اي حرب ان لم تكن مضمونة النتائج مغامرة كبرى لا تستطيع تحمل اي هزيمة فيها والتهديدات تدخل في سياق الحرب النفسية.

اما "الخيار الثالث هو بقاء الوضع على ما هو عليه اي لا تسوية ولا حرب بانتظار متغيرات دولية او اقليمية، اسرائيل تفضل الخيار الثالث لكن المشكلة ان ذلك سيعطي المزيد من الوقت لاعداء اسرائيل كي يزدادوا قوة ويستعدوا للمواجهة المقبلة ففي مقابل اسرائيل "غزة تعمل على استعادة عافيتها وقوتها وفي لبنان الاسرائيليون يتحدثون عن تزايد قوة حزب الله كذلك سوريا وايران".

واشار الى ان الامل الوحيد لاخراج اسرائيل من مازقها الاستراتيجي هو احداث الفتن. وتوجه نصرالله "لبعض المسيحيين الذين يظنون ان الصراع السني-الشيعي يمكن ان يجعلهم الرقم الاصعب في المعادلة اللبنانية: انتم مخطئون فكلنا نرى ماذا يجري في العراق، الصراع السني-الشيعي لن يحصل في لبنان لكن البعض يعلق عليه آمالا كبيرة".