بعد توقف ومنع إصدار تصاريح العبور إلى سوريا منذ نحو ثلاث سنوات وتاجيل زواجها عدة مرات، سمحت السلطات الاسرائيلية أخيرا لاول عروس سورية بالعبور الى الجولان لإتمام مراسيم زواجها من عريسها في الجولان، مودعة اهلها واصدقاءها ومتمنية ان يتحقق السلام.
توجهت سمر وبرفقتها حوالي 15 شخصا من عائلتها من دمشق الى المنطقة المحايدة في القنيطرة والتي تشرف عليها قوات مراقبة الهدنة بين إسرائيل وسوريا ( الاندوف). سمر، التي ارتدت ثوب الزفاف الأبيض، رقصت مع صديقاتها وأهلها وأكثر من 200 شخص تجمعوا عند المعبر ثم قبلت العلم السوري وانطلقت باتجاه المنطقة المحايدة بينما ارتفعت الزغاريد وأغاني أهلها.
وأجلت السلطات الإسرائيلية زواج سمر (27 عاما) عدة مرات كان أخرها الأسبوع الماضي بهدف منع فتيات الجولان من الذهاب الى الشطر المحتل من الهضبة السورية.
وقالت سمر التي كان من المقرر ان تعبر الى الجولان الأسبوع الماضي "أعبر اليوم الى الجولان المحتل وأنا أودع عائلتي وأهلي في وطني سورية وانتقل الى بلدي وأهلي في الجولان المحتل الذي أرجو من الله أن يحرر وان يجتمع شملنا مرة أخرى"، حسب ما ذكرت صحيفة يونايتد برس انترناشونال.
وأضافت انها تعرفت على خطيبها نبيه صالح فرحات قبل أربع سنوات خلال إحدى زيارات مشايخ الدروز الى دمشق وانتظرت حتى اليوم لإتمام زفافها،وهي تدرك تماما ان "سلطات الاحتلال لن تسمح لي بزيارة أهلي مرة أخرى تحت أي ظرف". وأعربت عن أملها في ان يتحقق السلام ويعود الجولان ويلتم شمل العائلات السورية بين شطري الهضبة. وأمل سمر الوحيد في ظل الأوضاع الحالية هو ان تتواصل مع أهلها "عبر شبكة الانترنت".
من جانبه قال الأسير السوري المحرر، رئيس مكتب الجولان في مجلس الوزراء السوري مدحت أبو صالح ان السلطات الإسرائيلية منعت موافقات الزواج وجمع العائلات منذ أكثر من ثلاث سنوات بعد تزايد أعداد طالبي الزواج وخاصة الفتيات اللواتي يذهبن من المدن السورية الى الجولان.
توجهت سمر وبرفقتها حوالي 15 شخصا
من عائلتها الى حدود الجولان
وأشار الى ان "سلطات الاحتلال تمنح الموافقة لأي فتاة من الجولان ترغب بالزواج والعودة الى سورية شريطة توقيعها على وثيقة عدم العودة". وأوضح ان عدد من قدمن من الجولان الى سوريا وصل الى 60، ويدرس في الجامعات السورية حوالي 300 طالب من قرى الجولان تقدم لهم الحكومة السورية تسهيلات كثيرة ومنحا لأجل إتمام دراستهم والعودة إلى الهضبة المحتلة.
وتشرف على عملية الدخول من والى الجولان اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال الناطق الإعلامي في المنظمة محمد الزعبي ليونايتد برس انترناشونال ان المنظمة تعمل على تسهيل العبور بين شطري الجولان وذلك "من خلال تنظيم دخول الفتيات الراغبات بالزواج وكذلك الطلاب القادمين وتنظيم عبور مشايخ الجولان الى المدن السورية".
يشار الى ان إسرائيل احتلت الجولان في حرب يونيو/حزيران 1967 وأعلنت ضمها في عام 1981. ورفض أهالي خمس قرى درزية في الهضبة يقدر عددهم بأكثر من 22 ألف نسمة النوعية الإسرائيلية والتخلي عن هويتهم السورية.