من خلال لوحاته ويده التي ترسم بمهارة ودقة، استطاع هذا الرسام البريطاني من اصول لبنانية، بتوثيق اشد لحظات الحرب وتحركات الجنود. بحيث يلقب بـ"فنان الحرب"، لكنه يفضل خلع الملابسفه بـ"فنان السلم"، ذلك هو الفنان البريطاني زافيي بيك "Xavier Pic" أحد الرسامين القلائل الذين وثقوا جانباً من تحركات الجيش البريطاني والأمريكي في مسارح العمليات.

"فنان الحرب" البريطاني زافيي بيك

يأتي رسمه ارتجالياً، وكأنه في عجالة لرصد لحظات الجنود بعيداً عن الاقتتال في مسارح العمليات، وما صاحبها من آلام ومآس. بيك، البريطاني من أصول لبنانية، اختير من قبل وزارة الدفاع البريطانية لتوثيق جانب من تحركات أفراد الجيش بشكل فني على مدار ستة أسابيع.

ويأتي اهتمامه بالصراعات في الشرق الأوسط كونه ينحدر من لبنان، ما دفعه لمرافقة الجيش البريطاني في مهماته العسكرية. فكان قلمه ورسوماته سبب بناء الثقة بينه وبين المواطنين العراقيين.

ويقول الرسام البريطاني: "أفضل ما استمتعت به خلال تواجدي في البصرة هو الالتقاء بالعراقيين والتعرف عليهم، وقد أحسست بعطف الناس وأجواء البلد، وهذا كان محفزاً لي في عملي الفني. لكني اعتقد أن الناس لا يرغبون في اقتناء لوحات الصراعات، بل يفضلون لوحات لندن والطبيعة، وتلك المعبرة عن الفرحة، فعملي الفني هذا مختلف تماماً وسيكون مناسباً للمتاحف والمعرض والأفلام".

ويقوم بيك بتوثيق لحظات وانفعالات الجنود المتعددة، فبعد رسم "السكيتش"، يبدأ زافيي بوضع ألوانه على مراحل قبل أن يحول صورته الورقية إلى لوحة كبيرة الحجم.

وخرج الفنان إلى الآن بأكثر من أربعين لوحة. ويستعد لعرض لوحاته التي تتضمن أيضاً لوحات للندن والطبيعة في معرض خاص لتكون جسراً بين الغرب والشرق في صراع حرب رفضها الشارع البريطاني.