قال قائد أركان الجيش اللبناني، الجنرال جان قهوجي، أن التطورات الأ خيرة الحاصلة على الساحة السياسية وسقوط الحكومة لن يقود لبنان إلى دائرة العنف مجددا، وقال أنه على ثقة بأن القيادات اللبنانية ستفوت الفرصة على المتربصين بمستقبل ومصير لبنان، وفي مقدمتهم اسرائيل.
سقوط الحكومة لن يقود
لبنان إلى دائرة العنف مجددا
وجاءت تصريحات الجنرال قهوجي هذه بعد أن سقطت حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية برئاسة سعد الحريري بعد استقالة احد عشر وزيرا بينهم عشرة من حزب الله وحلفائه، ما ينذر بتعميق الازمة السياسية المرتبطة بالمحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
وتزامن اعلان الاستقالة مع استقبال الرئيس الاميركي باراك اوباما في واشنطن رئيس الحكومة سعد الحريري.
وقد غادر الحريري بعد اللقاء واشنطن متوجها الى باريس حيث يفترض ان يلتقي اليوم الخميس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بحسب ما افاد مكتبه الاعلامي. واعلن عشرة وزراء ينتمون الى قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه) في بيان لهم انهم "يتقدمون باستقالتهم من الحكومة آملين من رئيس الجمهورية الاسراع في اتخاذ الاجراءات المطلوبة لقيام حكومة جديدة".
يتمتع سعد الحريري بالاكثرية النيابية
ولم يوجه رئيس الحكومة سعد الحريري اي دعوة الى مجلس الوزراء. وقال النائب احمد فتفت من تيار المستقبل الذي يرئسه الحريري لوكالة فرانس برس ان الحريري "لن يدعو الى اي جلسة تحت الضغط"، وان "احدا لا يمكنه ان يملي عليه جدول اعمال مجلس الوزراء".
ويتبادل الفريقان مسؤولية فشل المساعي السعودية السورية من اجل احتواء التوتر الناجم عن احتمال صدور القرار الظني الذي اعلنت المحكمة منذ التاسع من كانون الاول/ديسمبر ان تسليمه الى قاضي الاجراءات التمهيدية "بات قريبا جدا، جدا".
ويتوقع ان يصدر رئيس الجمهورية مرسوما يكلف بموجبه الحكومة المستقيلة بتصريف الاعمال، وان يجري استشارات نيابية من اجل تكليف شخصية سنية تشكيل حكومة جديدة.
ويتمتع سعد الحريري بالاكثرية النيابية، ما يجعل تكليف شخصية اخرى بتشكيل الحكومة امرا مستبعدا، الا اذا رفض المهمة. وقد طلب الرئيس اللبناني ميشيل سليمان من سعد الحريري البقاء في منصبه في إطار حكومة انتقالية. ويجمع المراقبون على صعوبة تشكيل حكومة جديدة في المرحلة المقبلة في ظل استمرار الانقسام السياسي على حاله، ويحذرون من تداعيات سلبية للازمة على الارض.
وفي ردود الفعل، حذر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي احمد داود اوغلو في انقرة من مخاطر استقالة وزراء حزب الله وحلفائه قائلا ان "لبنان يمكن ان يواجه المشاكل التي واجهها سابقا وذلك سيؤثر على دول المنطقة".
وابدى داود اوغلو من جهته امله في عدم انسحاب حزب الله من الحكومة اللبنانية، الا انه اكد ان تركيا ستبذل في حال حصل ذلك "كل ما في وسعها" لايجاد حل سلمي للازمة. وفي الدوحة، افاد مسؤول اميركي ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الموجودة حاليا في قطر، تجري اتصالات في كل الاتجاهات للتوصل الى "اجماع دولي" حول المحكمة الخاصة بلبنان.
ملاحظة: صورة الحريري نقلا عن "رويترز".