عانى الشعب التونسي من الكبت والصمت والقمع، عقب حكم الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. فقال التونسيون: "ذهب زين العابدين بن علي لشراء حذاء وبمجرد ان دخل المتجر قدم له البائع حذاء فسأله الرئيس كيف عرفت مقاسي فرد قائلا تدوسنا منذ 23 عاما فكيف لا نعرف". وقبل هروبه كان الموقف الوحيد الذي تستطيع فيه تونس ذكر اسم بن علي هو الثناء عليه والان اصبح مادة للنكات والرسوم الكارتونية على الانترنت والأغاني حتى تلك التي يبثها التلفزيون الرسمي.
هاهاها.. هيك اخرتك يا بن علي؟!
وبث التلفزيون الحكومي الذي طالما كان بوقا لدعاية بن علي اغنية تقارن بينه وبين ادولف هتلر. وملئت الصفحة الاخيرة من صحيفة "الصباح" التي كانت مملوكة لصهر بن علي بالعديد من الرسوم الكارتونية لبن علي. وصورت احدى الرسوم الرئيس المخلوع يقول وهو يوشك على الغرق "الان أؤمن بالديمقراطية".
وأبلغ مهدي مبروك الخبير في علم الاجتماع لـ"رويترز": "يعكس هذا حاجة الناس للانتقام من الرئيس السابق الذي حرمهم من حرية التعبير حتى في المقاهي وفي منازلهم. هذه السخرية من بن علي تكشف ان التونسيين استعادوا طابع الفكاهة الذي يتصفون به". وفي العاصمة لم يعد الناس يخفون اراءهم. فيمكن للمرء أن يسمع النكات تروى في المقاهي والحدائق.
وفر بن علي من تونس في 14 يناير كانون الثاني الى السعودية بعد اسابيع من الاحتجاجات المطالبة بالحرية بعد حقبة من الحكم البوليسي، وتعهدت السلطات التونسية باستعادة اية أصول أخذها معه. كما وتعهدت الحكومة الجديدة ايضا بحماية كل الحريات بما فيها حرية التعبير في ظل تقدم البلاد نحو اولى انتخاباتها الديمقراطية.