مسلسلات رمضان
"جمعة الرحيل" يوم مشهود في تاريخ العصر الحديث!!
04/02/2011

يشهد الشارع المصري في هذه الأثناء لحظات تاريخية لم يسجلها التاريخ الحديث في أية بقعة على وجه الكرة الأرضية، حيث بلغ عدد المتظاهرين المحتجين بأسلوب حضاري أكثر من مليونين في ميدان التحرير وهم ينشدون الحرية، ويخرسون كل الأصوات التي حاولت أن تخرج إلى الشارع من خلال أعمال عنف وبلطجية وتخريب وقتل وتدمير، والتي تعكس سلوكيات النظام البائد الذي حكم فيه حسني مبارك البلاد مدة ثلاثين عاما.

المظاهرات ألفت بين قلوب المسلمين
والمسيحيين الذين أدوا الصلاة
جنبا إلى جنب

وتضاف هذه المظاهرة المهولة إلى عشرات المظاهرات التي شارك فيها عشرات ومئات الآلاف في الاسكندرية والمحلة الكبرى والعريش والزقازيق والأقصر وغيرها. من جهة أخرى يقوم النائب العام بالتضييق على رموز النظام السابق من خلال حملة اعتقالات نفذت ضد مساعدي وزير الداخلية، كما فرضت إدارة البنوك عن قيودا على حسابات رموز السلطة الذين يخشى أن يقوموا بتحويل أموالهم إلى الخارج وأن يغادروا مصر هربا من المحاكمة في حال سقوط النظام.

وتترقب الأوساط السياسية في مختلف أنحاء العالم، حدثا مهما قد يكون الليلة، وقد يكون هذا الحدث مرتبط بالجيش المصري أو بالرئيس حسني مبارك.

اختتمت في مصر قبل قليل صلوات الجمعة في جميع محافظات مصر، حيث خرج الملايين إلى الشوارع في القاهرة والاسكندرية والأقصر والمنصورة والاسماعيلية وغيرها، وذلك رغم الصعوبات والعقبات، ورغم اعتراض طريقهم من قبل البلطجية وقوات الأمن المنتشرين على الطرقات وفي محيط المسيرات والمظاهرات التي ينظهما المطالبون برحيل الرئيس مبارك ونظامه عن مصر.

وقد أشاد المشاركون في هذه المظاهرات بأنها ألفت بين قلوب المسلمين والمسيحيين الذين أدوا الصلاة جنبا إلى جنب بأخلاق الإسلام والسيد المسيح عليه السلام، وقد علت أصوات الأغاني الوطنية، بعد النشيد الوطني المصري الذي رفع بأجواء من الرهبة.

وكان رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي قد ناشد جميع المسلمين من حول العالم بالدعاء لنصرة الشباب المرابطين في ميدان التحرير، كفاية عن شعب مصر بأكمله، والمطالبين بزوال نظام الظلم والقهر ورحيل رئيسه حسني مبارك.

أكد المتظاهرون بأن
مبارك شخص مراوغ

وحرض الشيخ القرضاوي على الشيوخ الذين يظهرون بلباس رجال الدين والعلماء، ممن اختلطت عليهم الأمور ولم يعودوا يميزوا بين الحق والضلال، وحذر من الاستماع لصوت رجال الدين الذين من عملاء السلطة والشرطة، ووصفهم بأنهم اختاروا الدنيا ولم يختاروا الدين!!

ويذكر أن مئات الآلاف توافدوا منذ ساعات الصباح إلى ميدان التحرير استجابة لنداء "جمعة الرحيل" ومساندة المتظاهرين المحتجين في ميدان التحرير وسط القاهرة، وهم يهتفون لرحيل الرئيس مبارك، ويؤكدون استعدادهم لمواجهة بلطجية الأمن المصري وبلطجية رجال الأعمال والشخصيات المتنفذة في السلطة من المأجورين.

ويذكر أن الذين وصلوا إلى ميدان التحرير اليوم تخطوا الحواجز والعوائق والأسلاك الشائكة التي تحيط منطقة ميدان التحرير، والذين من المتوقع أن يصل عددهم حتى ساعات الظهر إلى مليون.

وكانت الولايات المتحدة متمثلة بوزيرة خارجيتها وعدد من السيناتورات قد وجهوا نداء واضحا ومباشرا للرئيس مبارك بأن يبدأ فورا بتسليم السلطة بهدوء، وأن يتنحى عن رئاسة الجمهورية.

وكان المتظاهرون قد نفوا ما صرح به الرئيس مبارك في مقابلة مع وكالة "إي بي سي" حين قال بأنه يريد التخلي عن السلطة لكنه يخشى حدوث فوضى، في حين أكد المتظاهرون بأن مبارك شخص مراوغ، وأن العكس هو الصحيح وأن وجود مبارك في السلطة هو الذي يخلق الفوضى.

وأفاد مواطنون في الأقصر أن المساجد تدعو الناس إلى عدم الخروج للتظاهر، خوفا من تهديدات البلطجية الذين يتصلون بالناس هاتفيا ويهددونهم بالقتل إذا ما شاركوا في المظاهرات، وعلى الرغم من حركة البلطجية النشطة في الأقصر إلا أن دعوات الشباب هناك متواصلة للناس بالنزول إلى الشارع مؤكدين أنهم أعدوا مجموعات سلمية للتصدي لهؤلاء لبلطجية بالوسائل السلمية على حد تعبيرهم.

ويذكر أن الشرطة المصرية تقوم بإغلاق عدد من الشوارع ومحاور الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير في القاهرة، وهم بلباس الداخلية الرسمي ويمنعون الناس من الوصول للمشاركة في مظاهرات الشباب.

ملاحظة: الصور نقلا عن "رويترز"!