مسلسلات رمضان
"كوينتا دا ريجاليرا".. قصر برتغالي غامض بأنفاق تحت الأرض
22/05/2022

تُعد البرتغال من تلك البلدان الرائعة، التي تمتلك مناطق جذب لا توصف، وعلى الرغم من أنها قد تكون واحدة من أصغر البلدان في أوروبا، فإنه لا يمكن زيارة كل مناطقها الرائعة في رحلةٍ واحدة. ولا تفتخر البرتغال فقط بالمناظر الخلابة والطعام الجيد والتاريخ القديم والهندسة المعمارية الرائعة، لكنها صنفت أيضًا كأكثر دولة ودية في العالم، كما يمكن أن تري فيها أطلالًا رومانية واسعة النطاق، ومن بين تلك المناطق الأكثر جذباً هو قصر "كوينتا دا ريجاليرا"، الواقع في سينترا، حيث إنه يدمج الأنفاق والآبار التي تبدو كأنها أبراج تدخل الأرض في تصميمها.

ويقع هذا القصر بالقرب من المركز التاريخي لمدينة سينترا، وهو جزء من قائمة سينترا لمواقع التراث العالمي، حيث كانت سينترا من أول مهود العمارة الرومانسية في أوروبا، وهي واحد من أكثر الأماكن التي تستحق الزيارة في البرتغال، إذ تحتوي على أربعة قصور لزيارتها، من بينها قصر "كوينتا دا ريجاليرا". وتم بناء هذا القصر أواخر القرن التاسع عشر، ويُعتبر أنه يعكس الاهتمامات الثقافية والفلسفية والعلمية لأنطونيو أوغوستو دي كارفالهو مونتيرو (1848-1920)، وبراعة المهندس المعماري الإيطالي لويجي مانيني (1848- 1936).

وسعى مونتيرو إلى بناء مكان محير، يمكن أن يجلب فيه الرموز التي تعكس اهتماماته وأيديولوجياته، لينتج مونتيرو ومانيني عملاً رائعًا مع التركيز على أساليب مانويل وعصر النهضة والعصور الوسطى والكلاسيكية في أوروبا. والقصر هو عبارة عن مجمع، إذ يضم قصراً رومانسياً وكنيسة وحديقة رائعة بها بحيرات وكهوف ونوافير وبئر والعديد من الإنشاءات الرائعة.

ويقع قصر ريجاليرا في وسط المجمع، وتم تزيين واجهة المبنى بشكل مزخرف، حيث كان مكانًا فخمًا للغاية للعيش فيه ويستحق استكشافه اليوم. ويضم القصر ما مجموعه خمسة طوابق (بما في ذلك الطابق السفلي)، مع غرفة بلياردو وغرفة ملابس وغرفة كي الملابس والشرفات والعديد من الغرف الأخرى والعديد من السلالم. وأمام القصر توجد كنيسة رومانية كاثوليكية مزينة بشكل غني باللوحات الجدارية والجص ونوافذ الزجاج الملون الجميلة، وهناك العديد من المشاهد المصورة في اللوحات الجدارية بما في ذلك الاكتشافات البرتغالية، كما يضم العقار أيضًا متنزهًا كثيفًا مع بحيرات اصطناعية.

الأنفاق والأبراج المقلوبة
ومن أكثر الأشياء الفريدة والمثيرة للفضول في هذا القصر هو نظام الأنفاق الغامض والشامل، إذ إن هناك العديد من نقاط الدخول إلى الأنفاق، بما في ذلك من بحيرة الشلال والكنيسة الصغيرة والكهوف و"كهف ليدا".

الأبراج المقلوبة: تعمل على ربط الأنفاق والكهوف
ترتبط الأنفاق بسلسلة من الممرات تحت الأرض بواسطة "بئر التهيئة"، ويحتوي القصر على بئري بدء، يطلق عليهما أيضًا الأبراج المقلوبة التي تم استخدامها لأغراض احتفالية، وقد وُصفت بأنها أبراج تحت الأرض تصطف على جانبيها سلالم، ولم يكن الغرض منها أبدًا أن تكون مصدرًا للمياه.