أصبح الإنترنت من الأشياء الأساسية في الحياة، ولا يتصور أحد أن تنقطع عنه الخدمة للأبد، أو حتى لبعض الوقت، لكن هذ يمكن أن يتسبب شخص واحد في انقطاع الإنترنت عن دولة بأكملها؟ هذا ما حدث بالفعل، إذ تسببت امرأة تبلغ من العمر 75 عامًا في قطع الإنترنت عن جميع أنحاء أرمينيا، وفقًا لصحيفة بريطانية، حيث فقد 3.2 مليون مستخدم الإنترنت فجأة وجميعهم يعيشون في نفس البلد، مما تسبب في خسارة كبيرة على المستويين المحلي والوطني.

استمر انقطاع الإنترنت لأكثر من 5 ساعات، كانت السيدة في الواقع متقاعدةً وتحاول الحصول على الثراء بالحفر بحثًا عن النحاس، وهنا قطعت كابلات الإنترنت الحيوية عن طريق الصدفة، أو على الأقل هذا ما تشير إليه الأدلة. كما ذكرت الصحيفة البريطانية أن السيدة كانت غافلة تمامًا عن الجريمة التي ارتكبتها في ذلك المساء المشؤوم من شهر مارس/آذار.

فإن المرأة التي تم تحديدها كانت في الواقع تقوم بالحفر بحثًا عن النحاس عندما اصطدمت بطريق الخطأ بكابل من الألياف الضوئية يربط جميع الإنترنت في أرمينيا. هذا الكابل يقع في قرية كساني الجورجية، وتشتهر هذه المنطقة بكونها موطنًا لقلعة شاهقة، لكنها تشتهر أيضا بحب السكان المحليين للتنقيب عن النحاس هناك، لأن هذه المنطقة من جورجيا جزءًا غنيًا بحوض النحاس، ولها تاريخ غني في التنقيب عن المعادن.

واعترفت العجوز البالغة من العمر 75 عامًا بأنها كانت تحفر بحثًا عن النحاس وتسببت من عن غير قصد في قطع كابلات الألياف الضوئية على طول الطريق. فيما يقول المتحدث باسم الشركة، جيورجي إيوناتاميشفيلي، أن الأسلاك كان يجب أن تكون آمنة أكثر من ذلك ومن المستحيل الوصول إليها.

ويلقي المسؤول باللوم على الطقس السيء والانهيارات الطينية المحلية التي تسببت في خلع الملابسة الكابلات ليحدث هذا الخطأ الفادح، لكن الشرطة قد تلوم السيدة المسنة التي أخرجت الكابلات بأداة حادة خاصة بها. بعد الأزمة، قامت الشرطة بتحصين المنطقة التي دمرت فيها المرأة المسنة الكابلات، والمعروفة بشكل غير رسمي بأنها "العمود الفقري لشبكة واي فاي الأرمينية".

وبحسب ما ورد، واجهت العجوز حكماً بالسجن لمدة أقصاها 3 سنوات على الجريمة، فبعد قطع كبلات الإنترنت الأساسية باستخدام الأشياء الموجودة في حديقتها وترك الملايين بدون شبكة الإنترنت، تم اتهامها بتدمير الممتلكات. لكن المسؤولين أطلقوا سراحها بسبب كبر سنها. الغريب أن قصتها كانت غائبة عن عناوين الأخبار الرئيسية لما يقرب من 4 سنوات، ولم يتم الكشف عن اسمها إلى أن تم تصويرها في لقاء لتروي جانبا من القصة، إذ قالت: "لم يكن لدي أي فكرة عن ماهية الإنترنت بالأساس".