ما بين يومي 11 و30 تموز/يوليو 1966، احتضنت إنجلترا النسخة الثامنة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم. وبهذه النسخة الثامنة، تمكنت إنجلترا، البلد المستضيف، من الفوز بأول كأس عالم بتاريخها عقب تفوقها بالمباراة النهائية بنتيجة أربعة أهداف لهدفين. إلى ذلك، شهدت هذه النسخة الثامنة العديد من الأحداث الفريدة من نوعها التي تزامنت مع واقعة سرقة كأس العالم قبل أشهر قليلة من انطلاق المسابقة.

مشاركة مشرفة للسوفيت ومنشطات ألمانية
خلال كأس العالم لكرة القدم عام 1966، سجّل الاتحاد السوفيتي ثالث مشاركة له بالبطولة الكروية العالمية. وبمونديال 1966، حقق السوفيت أفضل نتائجهم ضمن جميع مشاركاتهم. وبدوري المجموعات، تفوق المنتخب السوفيتي على كل من إيطاليا وكوريا الشمالية والتشيلي قبل أن ينجح في إقصاء المجر بالدور ربع النهائي. بالدور نصف النهائي، خسر الاتحاد السوفيتي أمام ألمانيا الغربية بنتيجة هدفين لهدف ليخوض بذلك المباراة الترتيبية ضد منتخب البرتغال، التي خسرها أيضا بهدفين لهدف ليحل بذلك رابعا بعد منتخبات إنجلترا وألمانيا الغربية والبرتغال. وعلى حسب تقارير تلك الفترة، كانت ألمانيا الغربية قد شجعت منذ عقود رياضييها على تعاطي المنشطات. وبناء على تحقيقات وتقارير معاصرة، يشكك كثيرون في إمكانية نجاح ألمانيا الغربية في بلوغ الدور النهائي بفضل المنشطات.

مقاطعة إفريقية
ولأول مرة بتاريخ المونديال، قاطعت قارة بأكملها كأس العالم للاحتجاج على سياسة الفيفا التي وصفت بالظالمة. فعام 1966، قاطعت 31 دولة إفريقية نهائيات كأس العالم بإنجلترا احتجاجا على قرار الفيفا حول كيفية تأهل المنتخبات الإفريقية. فمن ضمن 16 منتخبا مشاركا بالمونديال، سمحت الفيفا بمشاركة 10 منتخبات من أوروبا، من ضمنها البلد المستضيف، و4 من أميركا الجنوبية ومنتخب من شمال أميركا. وفي المقابل، اضطرت المنتخبات المنحدرة من قارات إفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا لخوض تصفيات إضافية لتحديد منتخب واحد متأهل من ضمنها. وبمطالبها، تحدثت الجامعة الإفريقية لكرة القدم عن عملية إقصاء ضد منتخباتها وأكدت على ضرورة تأهل منتخب إفريقي واحد لكل كأس عالم. فضلا عن ذلك، عارضت الجامعة الإفريقية لكرة القدم مشاركة منتخب جنوب إفريقيا بالتصفيات بعد تجميد عضويته في وقت سابق، بجامعة كرة القدم الإفريقية، بسبب سياسة التمييز العنصري المنتشرة بالبلاد.

بالفترة التالية، سلط الفيفا عقوبة مالية على جامعة كرة القدم الإفريقية. وبتصريحاته، تحدث رئيس الجامعة الإفريقية عن لجوء الفيفا لسياسة العقوبات والإقصاء بدلا من منح القارة الإفريقية حقوقها. بالنسخة التالية، ضمن الفيفا مقعدا مؤهلا بالنهائيات لأحد المنتخبات الإفريقية. فضلا عن ذلك، طالب الفيفا بإرسال منتخب جنوب إفريقيا للمشاركة بتصفيات كأس العالم لكل من آسيا وأوقيانوسيا قبل أن يتراجع عن ذلك بعد ضغوط إفريقية.