قال موقع أمريكي في تقرير نشره الجمعة، إن عملية لزراعة الشعر تسببت في مقتل مدير تلفزيوني هندي يبلغ من العمر ثلاثين عاماً، بشكل مفاجئ وقد كان يتجهز للزواج. المدير التنفيذي التلفزيوني أثار رشيد كان يريد أن يبدو وسيماً ويتزوج، بعد أن بدأ يُصيبه الصلع. لكن عملية زراعة الشعر التي خضع لها انتهت بوفاته. ضعف التنظيم لعمليات زراعة الشعر واعتمادها على الهواة الذين يتدربون على مقاطع اليوتيوب، ومع انعدام الرقابة الحكومية، تسبب كل ذلك في وفيات كثيرة بالهند في الفترة القليلة الماضية.

العائل الوحيد للأسرة

كان المدير التليفزيوني أثار رشيد العائلَ الوحيد لأسرته، ويتطلّع إلى حياةٍ أفضل بامتلاك منزلٍ وتزويج شقيقتيه، لكنه أصيب بالإنتان "وهو حالة قد تهدد الحياة بسبب تدمير الجسم لأنسجته عند استجابته للعدوى"، بعد أن خضع لعملية زراعة شعر في عيادةٍ بدلهي في عام 2021، وفقاً لما أفادت به والدته الثكلى آسيا بيغام (62 عاماً).

حيث انتشر الانتفاخ في رأسه، ثم بدأ يعاني من أوجاعٍ رهيبة. وقالت أمه: "مات ابني ميتة مؤلمةً للغاية. إذ توقفت كليتاه عن العمل، ثم انهارت جميع أعضائه الأخرى". في المقابل تقدمت العائلة إلى الشرطة بشكوى تضم صوراً تُظهر انتفاخ رأس رشيد، والطفح الجلدي الأسود الذي انتشر في أرجاء جسمه خلال ساعاته الأخيرة، وجرى القبض على أربعة أشخاصٍ في انتظار المحاكمة، وبينهم المسؤولان عن إجراء الجراحة.

الموت بالتصوير البطيء

الوالدة. آسيا ومن داخل شقتها المتواضعة، التي تضم غرفة نوم واحدة بأحد أحياء العاصمة قالت في تصريحاتها: "أتذكر ابني كل يومٍ وهو يموت بالتصوير البطيء. فقدت ابني، لكنني لا أريد أن تفقد أي أمٍ أخرى ابنها بسبب الممارسات الاحتيالية التي ينفذها قلة من الناس". في المقابل فإنه من الممكن أن تغير عملية زرع الشعر حياة المرء وتكون بمثابة دفعة ثقة كبيرة عندما تجري على يد جراحٍ محترف، خاصةً بالنسبة للشباب الهندي المتطلع إلى النمو الشخصي والمهني.

في سياق موازٍ يُجري الدكتور مايناك سينغ نحو 15 جراحة شهرياً داخل عيادته الفخمة في أحد أحياء نيودلهي الراقية. إذ تتراوح أعمار مرضاه بين 25 و35 عاماً، حيث يرغب أولئك الرجال في الزواج أو تسلق السلم الوظيفي، خاصةً في الوظائف التي تهتم بالمظاهر. كما تبلغ تكلفة العملية 350 ألف روبية (4300 دولار)، ولا شك في أنها تكلفةٌ باهظة داخل بلدٍ يعيش الملايين من سكانه بأقل من دولارين في اليوم.

عيادات مشبوهة!

لكن العيادات المشبوهة التي يديرها أفرادٌ غير مدربين تُجري تلك الجراحات مقابل جزءٍ بسيط من تكلفتها الحقيقية. وقال سينغ، سكرتير جمعية جراحي استعادة الشعر الهندية، إن الأطباء الدجالين يُشوهون سمعة الصناعة. أردف سينغ: "هناك أسطورة بين الناس تقول إن هذه العملية بسيطة، بينما تستمر في الواقع لوقتٍ طويل يتراوح بين 6 و8 ساعات. وتحتاج العملية لتخديرٍ موضعي يجب الحفاظ عليه طوال فترة العملية. وإذا لم يتمتع الطبيب بالخبرة الكافية لمعرفة ما يجب فعله، فلن تكون العملية آمنة".

بينما أصدرت اللجنة الطبية الوطنية تحذيراً في سبتمبر/أيلول 2022، بعد أن انتبهت لزيادة أعداد العيادات التي تقدم خدمات دون المستوى بأسعار مخفضة. حيث قالت اللجنة: "لا يُعتبر حضور الورش التعليمية أو مشاهدتها على يوتيوب وغيره من المنصات بمثابة تدريبٍ كافٍ لإجراء الجراحات التجميلية، وضمن ذلك زراعة الشعر". في حين أردف التحذير أن تلك العمليات يجب أن تجري على يد الأطباء المدربين فقط.