مسلسلات رمضان
بالقوة.. حاولت أميركا إجبار كوريا على قبول معاهدة وفشلت
27/03/2023

ما بين عامي 1853 و1854، اتجهت الولايات المتحدة الأميركية لاستخدام سياسة مدافع الأسطول لإجبار اليابان على الانفتاح على العالم وقبول الاتفاقيات الاقتصادية والدبلوماسية مع واشنطن. فمن خلال بعثة بيري (Perry)، أرسل الأميركيون عدداً من سفنهم الحربية لترسو قبالة سواحل اليابان مهددين بفتح نيران مدافعهم تجاه المدن اليابانية في حال عدم قبول مطالب واشنطن.

بالقوة.. حاولت أميركا إجبار كوريا على قبول معاهدة وفشلت صورة رقم 1

وقد ساهمت هذه البعثة الأميركية في كسر سياسة العزلة اليابانية التي استمرت لحوالي 220 سنة. وفي السنوات التالية، أدى النجاح الذي حققته بعثة بيري لانهيار شوغونية توكوغاوا (Tokugawa shogunate). وبعد حوالي 17 عاماً، عادت سفن الأسطول الأميركي للمنطقة مجدداً لتمارس نفس السياسة مع كوريا التي عرفت حينها بمملكة جوسون (Joseon).

بالقوة.. حاولت أميركا إجبار كوريا على قبول معاهدة وفشلت صورة رقم 2

بعثة دبلوماسية
إلى ذلك، حلت السفن الحربية الأميركية عام 1871 بالمياه الإقليمية لمملكة جوسون لدعم بعثة دبلوماسية تزعمها السفير الأميركي في الصين فريدريك لو (Frederick Low). وبينما تحدث الأميركيون عن إجرائهم لعمليات تحقيق حول حادثة اختفاء سفينتهم التجارية شيرمان قبالة سواحل كوريا عام 1866، كان الهدف الرئيسي وراء هذه العملية هو إجبار الكوريين على قبول مقترح فتح قنوات دبلوماسية مع واشنطن تزامناً مع إبرام اتفاقيات تجارية واقتصادية معهم. من جهة ثانية، اتجهت بعض السفن الحربية الأميركية، المسلحة بشكل جيد، لدخول المياه الإقليمية الكورية بالسابق. وأمام هذا الوضع، اتجهت مملكة جوسون لأكثر من مرة للمطالبة باحترام سيادتها. غير أن المسؤولين الأميركيين فضلوا تجاهل هذه المطالب مؤكدين على حقهم في دخول المياه الكورية لأغراض استكشافية وتجارية.

بالقوة.. حاولت أميركا إجبار كوريا على قبول معاهدة وفشلت صورة رقم 3

قذائف مدفعية
وخلال عام 1871، أرسلت الولايات المتحدة الأسطول الآسيوي، رفقة الدبلوماسي والسفير فريدريك لو، نحو السواحل الكورية بتعلة البحث عن السفينة التجارية شيرمان. في الآن ذاته، حاول الدبلوماسيون الأميركيون إقناع الكوريين بأهمية إحداث علاقات دبلوماسية وتجارية مع واشنطن. إلا أن الرد الكوري جاء سريعاً حيث رفض المفاوضون الكوريون الاقتراحات الأميركية مؤكدين على عدم حاجتهم لإبرام اتفاقيات تجارية مع واشنطن. وأمام هذا الرد، اتجهت الولايات المتحدة نحو التصعيد. ويوم 1 يونيو 1871، تعرضت سفينتان حربيتان أميركيتان لقذائف مدفعية كورية عقب توغلها بنهر هان (Han) داخل أراضي مملكة جوسون. وعلى إثر ذلك، طالب السفير الأميركي فريدريك لو الكوريين بتقديم اعتذار رسمي على الحادثة. لكن بدلاً من ذلك، راسل الدبلوماسيون الكوريون الأميركيين مؤكدين على انتهاك سفنهم للمياه الإقليمة الكورية. كما تحدث الكوريون عن تعرض السفينة التجارية شيرمان لمصير مماثل عقب توغلها دون سابق إنذار بالمياه الكورية عام 1866.

بالقوة.. حاولت أميركا إجبار كوريا على قبول معاهدة وفشلت صورة رقم 4

"هدايا بلا قيمة"
وأملاً في تهدئة الوضع، أرسل حاكم جزيرة غانغوا (Ganghwa) الكورية، المطلة على نهر هان، عدداً من الهدايا للأميركيين. وحسب السفير الأميركي فريدريك لو، كانت هذه الهدايا بلا قيمة تذكر حيث تمثلت في 3 بقرات و50 دجاجة وألف بيضة. إلى ذلك، باشر حوالي 650 عسكريا أميركيا بالتدخل بجزيرة غانغوا يوم 10 يونيو 1871. ومع نجاحهم في السيطرة على عدد هام من الحصون، طالب الأميركيون الكوريين بالتفاوض لإبرام اتفاقيات تجارية ودبلوماسية مقابل انسحاب قواتهم من جزيرة غانغوا. غير أن الرد الكوري أتى سريعاً حيث رفض الدبلوماسيون الكوريون ذلك مؤكدين على استعدادهم للحرب.

عام 1882
وخلال الأيام التالية، اتجه الأميركيون للانسحاب، بناء على اقتراح من فريدريك لو، دون تحقيق أية نتيجة تذكر. وقد جاء هذا الانسحاب عقب حصول الجانب الأميركي على معلومات حول استعداد الكوريين لإرسال أعداد كبيرة من القوات، مجهزة بشكل أفضل، نحو جزيرة غانغوا. وإثر هذا التدخل العسكري الفاشل، انتظر الأميركيون عام 1882 لإبرام اتفاقية دبلوماسية وتجارية مع الكوريين.