مسلسلات رمضان
قصة ضربة عجلت بهزيمة اليابان في الحرب العالمية
12/04/2024

مطلع القرن التاسع عشر، سجلت مستعمرة الهند الشرقية الهولندية، الموجودة بيومنا الحاضر ضمن أراضي إندونيسيا وماليزيا، ظهورها عقب تأميم المحطات التجارية التي كانت مملوكة لمؤسسة الهند الشرقية الهولندية عام 1800. وأثناء هيمنتهم على المنطقة، خاض الهولنديون حروبا عديدة ضد السكان الأصليين. وقد أسفرت هذه الحروب حينها عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى. ومطلع القرن العشرين، توسع النفوذ الهولندي بشرقي آسيا ليبلغ غرب غينيا الجديدة. مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، انقلب الوضع على الهولنديين. فبشكل سريع خسرت هولندا مستعمرة الهند الشرقية الهولندية، التي صنفت ضمن أهم المستعمرات الأوروبية الناجحة، لصالح اليابانيين الذين اتجهوا للاستحواذ عليها.

قصة ضربة عجلت بهزيمة اليابان في الحرب العالمية صورة رقم 1

استيلاء اليابان على الهند الشرقية الهولندية
خلال شهر أيار/مايو 1940، نجحت القوات الألمانية في السيطرة على هولندا. وبناء على ذلك، أعلنت مستعمرة الهند الشرقية الهولندية، التي رفضت الوجود الألماني بهولندا، حالة الطوارئ. وفي الأثناء، عمدت اليابان عقب ذلك لإنهاء جميع استثماراتها بهذه المستعمرة الهولندية متسببة بذلك في ظهور حالة من الفوضى بها. وعقب هجوم بيرل هاربر يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 1941، لم تتردد هذه المستعمرة الهولندية في إعلان الحرب على اليابان التي اتجهت حينها للتوسع بشرقي آسيا على حساب المستعمرات البريطانية والأميركية والهولندية بشرقي آسيا.

قصة ضربة عجلت بهزيمة اليابان في الحرب العالمية صورة رقم 2

ويوم 10 يناير 1942، اتجهت اليابان لغزو مستعمرة الهند الشرقية الهولندية. وبعد 3 أشهر من القتال، تمكنت القوات اليابانية من إخضاع هذه المستعمرة لسلطتها. وأثناء فترة هيمنتها على الهند الشرقية الهولندية، أرسلت اليابان مئات الآلاف من السكان نحو مناطق العمل القسري أين أجبرتهم على العمل، بظروف قاسية، بمشاريع بناء السكك الحديدية والطرقات لتسهيل تنقل الجيوش اليابانية بشرق آسيا. أيضا، لم تتردد اليابان في استغلال الموارد الطبيعية للمستعمرة واعتمدت على النفط بمناطق سومطرة لدعم آلة الحرب اليابانية بحربها على ساحة المحيط الهادئ.

قصة ضربة عجلت بهزيمة اليابان في الحرب العالمية صورة رقم 3

ضربات ضد المنشآت النفطية
خلال العام الأخير من الحرب العالمية الثانية، اتجه الحلفاء لتوجيه ضربة قاضية لآلة الحرب اليابانية عن طريق استهداف المنشآت النفطية بجزر الهند الشرقية الهولندية. وبحسب الخبراء الأميركيين، كان من المقرر أن تعجل مثل هذه الضربات العسكرية بخروج اليابان من الحرب وإنهاء القتال على ساحة المحيط الهادئ. وضمن عملية بوميرانج (Boomerang)، أرسلت الولايات المتحدة الأميركية خلال الليلة الفاصلة بين يومي 10 و11 آب/أغسطس 1944 حوالي 54 قاذفة قنابل من طراز بي 29 سوبر فورتريس (B-29 Superfortress) نحو مصفاة باليمبانج (Palembang) ونهر موسي (Musi) بالهند الشرقية الهولندية. وقد أقلعت هذه الطائرات حينها من مطارات مستعمرة سيلان، أي سريلانكا حاليا، البريطانية لتبلغ هدفها بعد بضعة ساعات. وأثناء القصف، فشل الأميركيون في إخراج المصفاة عن الخدمة. وفي المقابل، تمكنت قاذفات القنابل من تفخيخ نهر موسي بالألغام متسببة بالفترة التالية في غرق العديد من السفن اليابانية بالمنطقة. إلى ذلك، اضطر اليابانيون للتخلي عن المصفاة بباليمبانج لمدة شهر كامل في انتظار عملية نزع جميع الألغام بنهر موسي.

قصة ضربة عجلت بهزيمة اليابان في الحرب العالمية صورة رقم 4

مطلع العام 1945، شن سلاح الجو البريطاني غارات مكثفة، ضمن عمليات ماريديان (Meridian)، على منطقة باليمبانج. وخلال عمليات القصف يومي 24 و29 يناير 1945، نجح البريطانيون في تخريب المنشآت النفطية بباليمبانج التي فقدت 75 بالمائة من قدرتها الإنتاجية. كنتيجة لذلك، انخفضت قدرة اليابان على إنتاج وقود الطائرات بشكل لافت للانتباه. وبالفترة التالية، أصبحت نسبة هامة من الطائرات اليابانية خارج الخدمة بسبب النقص الفادح بالوقود لتشهد بذلك الحرب نقطة تحول هامة سرعت بهزيمة اليابان.

قصة ضربة عجلت بهزيمة اليابان في الحرب العالمية صورة رقم 5

قصة ضربة عجلت بهزيمة اليابان في الحرب العالمية صورة رقم 6