كان كريستوفر أستل وأميلي يانيش في طريق عودتهما من المتجر عندما عثرا على طفلة هجرها والداها في 6 أيلول عام 1989، كانت ملفوفة بمناشف أمام باب أحد منازل المجمع السكني حيث يعيشان في فرجينيا.
قال كريستوفر: "كانت منزوعة وتبكي بأعلى صوتها، ولاحظنا أن قطعة من الحبل السري لا تزال متصلة بها.. كان الشعر يكسو رأسها، حملتها وضممتها إلى صدري، لكنها لم تتوقف عن الصراخ.. خفت كثيراً"
راح هو وأميلي يرنان الجرس ويقرعان الباب ويركلانه بقوة، إلا أن أحداً لم يفتح لهما. فتساءلا ما عليهما فعله: "هل نسي أحد هذه الطفلة؟ هل هي جائعة؟ أعليهما احضار بعض الطعام؟ أعليهما أخذها إلى المنزل؟ هل يقعان في مشكلة إن فعلا ذلك؟ بعد طول تفكير، قررا حملها إلى المنزل، وهناك اتصل زوج والدة اميلي بالشرطة."
تبين أن هذه الطفلة وُلدت منذ أقل من 12 ساعة، حسبما أفاد المسؤولون، وبلغ وزنها 3 كيلوغرامات تقريباً وطولها 48 سنتمتراً، بشرتها وعيناها داكنة وشعرها أسود وصحتها جيدة، ولم تجد الشرطة أي دليل قد يرشدهم إلى أمها، وأخذت السلطات الطفلة، التي تبنتها لاحقاً إحدى العائلات.
وظل كريس وأميلي مقربين أحدهما من الآخر خلال نشأتهما، ثم انتقلا للسكن في منطقة أخرى وتزوجا، لكن إنقاذهما الطفلة بقي رابطاً يجمعهما معاً، لكنهما طالما تساءلا عن هوية من هجر هذه الطفلة والسبب الذي دفعه إلى ذلك، تلقيا كلاهما رسالة وصورة للطفلة من والدتها بالتبني بعد سنة من العثور عليها، فوضعت أميلي الصورة داخل إطار واحتفظت بها مع صور عائلتها.
واكتشفت ميا فلامينغ ما حدث بمفردها، فعندما كانت في التاسعة تقريباً، راحت تتصفح كتاباً يحتوي قصاصات احتفظت بها أمها عن طفولتها، فعثرت على مغلف وجدت داخله قصة من صحيفة، ثم عرفت إسمي المراهقين من الخبر، فبدأت، البحث عنهما على موقع Facebook عندما كانت في المدرسة الثانوية.
وفي الثاني من كانون الأول، بعثت ميا برسالة إليهما عبر موقع Facebook، سألتهما فيها عما إذا كانا كريس وأميلي اللذين عثرا ذات مرة على طفلة متروكة عند باب أحد المنازل، وإذا كانا هما الشخصين المنشودين، فهي تريد أن تشكرهما وحسب، هكذا بعد 20 سنة، عثرت عليهما الفتاة الصغيرة التي أنقذاها.