"المتهم بريء حتى تثبت إدانته" ويبقى السؤال على من تقع مسؤولية إثبات براءته لتفادي إدانته؟! فقد برأت المحكمة العليا بمدينة ارنهيم الهولندية أمس ممرضة من تهمة قتل 7 مرضى مسنين بالمستشفى الذي كانت تعمل به. وجاء حكم البراءة بعد أن قضت المتهمة لوسيا دي بيرك 6 سنوات داخل السجن تنفيذا لحكم محكمة أول درجة بسجنها مدى الحياة.
ومنذ ذلك الحين عكفت لوسيا في السجن على كتابة مذكراتها، ووصفت آلامها وأحزانها بسبب التهم المنسوبة إليها ظلما، ومدى حرمانها من أسرتها وابنتها "فابينا". وفي عام 2008، طلب محامي لوسيا إعادة فتح التحقيقات في القضية، لظهور أدلة تلقي بظلال الشك على التهم المنسوبة إليها، وتم قبول الطعن، وأعيد فتح الملف، وأخيرا أصدرت المحكمة العليا حكمها ببراءة لوسيا، في ما أعرب المدعي العام عن أسفه، وقدم اعتذارا رسميا للوسيا بسبب التهم التي أسندها إليها وأدت إلى سجنها.
وتحولت لحظة خروجها من السجن إلى زفة هولندية، احتشد فيها الإعلام والجيران، وأيضا عدد من أسر الضحايا الذين أتهمت بقتلهم، وكان أول ما فعلته لوسيا هو احتضانها ابنتها فابينا بشوق الأم، والتي قضت سنوات من الظلم في سجن بتهم لم ترتكبها، واختطلت دموع الأم والابنة فرحا.