قد يبدو الأمر مضحكا ومبكيا ومحزنا في آن معا، أشبه بالمهرج الذي مات في منتصف العرض، هكذا هو حال حركة شباب الاسلام في الصومال، التي قامت الاسبوع الماضي بوقف بث الأغاني في الإذاعات، وقد استبدلت الموسيقى بأصوات حيوانات، احتجاجا على هذا القرار العجيب لهذه المجموعة. أما اليوم فإنها تحظر الأجراس في المدارس لأنها تشبه أصوات الكنائس، وقد تستبدلها بأصوات المدافع التي تدافع بها عن قراراتها المستهجنة.
وقال الشيخ فرح كالار ان على جميع المدارس التوقف عن استخدام الجرس وهدد بمعاقبة الذين يخالفون هذه التعليمات. وقد اعرب مدراء المدارس عن رفضهم لهذا الاجراء ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن احدهم ان المدراء قرروا عقد اجتماع لبحث هذه المسألة رغم اقراره انهم يلتزمون بهذا القرار.
ويقول مراسل "بي بي سي" في مقديشو ان المدرسين يلجأوون الى اساليب متعددة للاعلان عن انتهاء او بدء الحصص الدراسية من بينها الطرق على ابواب الصفوف او التصفيق او الضرب على الطاولات. واضاف مراسلنا ان هذا الاجراء هو اخر حلقة من سلسلة طويلة من الاجراءات المثيرة للجدل اتخذتها الجماعات المسلحة سابقا مثل منع النغمات الموسيقية في اجهزة الهواتف الناقلة او مشاهدة الافلام او العاب الفيديو او كرة القدم.
كما قامت الحركة باغلاق خمس محطات بث لبي بي سي في جنوبي الصومال بما فيها العاصمة مقديشو. وكان تنظيم اسلامي اخر هو الحزب الاسلامي قد منع يوم الثلاثاء الماضي 14 محطة اذاعية في العاصمة مقديشو من بث الموسيقا والاغاني لانها محرمة حسب رأيها.