مسلسلات رمضان
الكشف عن شبكة تجسس تعمل لحساب روسيا في الولايات المتحدة
30/06/2010

هل يعيد الكشف عن شبكة التجسس التي تعمل لحساب روسيا، في الولايات المتحدة الحرب الباردة إلى سابق عهدها بين الدولتين العظميين؟ فقد قالت السلطات الأميركية إنها كشفت شبكة تجسس روسية تعمل في الولايات المتحدة، مهمتها تجنيد المصادر السياسية وجمع المعلومات لإرسالها الى الحكومة الروسية التي سارعت إلى التنديد بالمزاعم الاميركية بشأن شبكة التجسس، معتبرة ان لا اساس لها وأن اهدافها مغرضة.

الكشف عن شبكة تجسس تعمل لحساب روسيا في الولايات المتحدة صورة رقم 1

هل سيؤثر الحدث على العلاقات؟

وأعلنت السلطات الاميركية عن حملة اعتقالات شملت 10 اشخاص متهمين بالتجسس لحساب روسيا في الولايات المتحدة كاشفة عن عملية تنطوي على قدر من الاثارة والتشويق يجعلها اقرب الى حبكة رواية بوليسية. وأكدت وزارة العدل الاميركية في بيان اعتقال 10 اشخاص أول من أمس، في اطار هذه القضية، فيما لايزال مشتبه فيه آخر فاراً.

ويواجه الموقوفون احكاماً بالسجن لمدة تصل الى 25 عاماً بتهمة التجسس، فضلاً عن تبييض الاموال بالنسبة لتسعة منهم. ومثل خمسة من الموقوفين الـ10 أول من أمس امام قاض فدرالي في نيويورك امر بابقائهم قيد الاعتقال.

ولم يوجه القاضي جيمس كوت التهمة رسمياً حتى الآن الى خمسة منهم هم سينثيا وريتشارد مورفي وخوان لازارو وفيلي بيليز وآنا تشابمان غير انه رفض اطلاق سراحهم بكفالة بسبب "مخاطر فرار" الموقوفين.

وقال روبرت باوم محامي آنا تشابمان متحدثاً للصحافيين اثر مثول المرأة الشابة امام النيابة العامة في نيويورك، انها مواطنة روسية في الـ28 من العمر انتقلت للاقامة في الولايات المتحدة منذ فترة قصيرة وأسست شركة وكانت تحمل جواز عمل سحب منها السبت الماضي.

ودعا المحامي الى اطلاق سراحها بكفالة، لكن القاضي رد طلب الدفاع معتبراً بعد الاطلاع على شكوى مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) انه من الصعب ان تكون بريئة تماماً. ولا تسمح وثيقة الشرطة الفدرالية الاميركية بتقدير اهمية المعلومات التي جمعتها هذه الشبكة منذ نحو 30 عاماً على ما يبدو.

وبحسب الرواية الاميركية، فإن كل عناصر التشويق متوافرة بامتياز في هذه القضية من رسائل مشفرة وحبر خفي ومبالغ نقدية يسلمها مبعوثون روس في دول ثالثة من اميركا اللاتينية وزيارات خاطفة الى موسكو عبر روما وجوازات سفر مزورة واجهزة كمبيوتر محمولة تنتقل من شخص الى آخر. لكن مستوى الخطر لا يظهر بشكل واضح، بحسب الرواية الأميركية نفسها.

والشكوى بحق بعض هؤلاء "الجواسيس" توحي بأنهم لم يتمكنوا فعلياً من اتمام "المهمة" الموكلة اليهم والقاضية باختراق الاوساط القريبة من الادارة الاميركية. وأكد ممثل النيابة العامة ان النيابة ستطلع الحكومة الروسية على الوضع.

الكشف عن شبكة تجسس تعمل لحساب روسيا في الولايات المتحدة صورة رقم 2

وزيرة الخارجية الروسية تؤكد أن المزاعم
لا اساس لها وأن وراءها اهدافاً مغرضة

وحدد القاضي الجلسة المقبلة يوم غد الخميس للاستماع الى طلبات الموقوفين الآخرين باطلاق سراحهم بكفالة، كما اعلن عن جلسة اولية في 27 يوليو المقبل. وجرت حملة الاعتقالات تتويجاً لتحقيق اجراه جهاز الـ"أف بي اي" على مدى نحو 10 سنوات.

وأوضحت الشرطة انه بعد تلقيهم تدريبا لدى جهاز الاستخبارات الروسي، كان العملاء السريون يتسلمون هوية مزورة، مشيرة الى انهم كانوا يعملون في غالب الاحيان ازواجا، وكان لديهم في غالب الاحيان اطفال، ما يسمح لهم بترسيخ غطائهم.

وقبل القيام بحملة الاعتقالات، تسلل عناصر الـ"أف بي اي" سراً الى شقق هؤلاء "الجواسيس" في نيويورك وبوسطن وسياتل لالتقاط صور ونسخ اقراص صلبة، كما قاموا بملاحقتهم ومراقبتهم والتنصت عليهم، وتحدثوا اليهم مدعين انهم عملاء من الحكومة الروسية.

وكشف المحققون عن ترسانة من وسائل الاتصال، مثل تقنية تشفير المعطيات في صور يتم بثها في ما بعد على مواقع عادية على الانترنت او عبر الموجات القصيرة مباشرة الى موسكو. كما استخدم اثنان من العملاء دائرة مغلقة على الانترنت للتواصل مع الروس، فكانت عميلة تجلس في مقهى مثلا وترسل عبر حاسوبها المحمول معلومات في حوزتها الى ممثل للحكومة الروسية مختبئ داخل شاحنة صغيرة متوقفة من الجانب الآخر من الشارع.

وفي موسكو أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن هذه المزاعم لا اساس لها وأن وراءها اهدافاً مغرضة. وقالت "لا نفهم الأسباب التي دفعت وزارة العدل الاميركية الى القيام بتصريحات علنية بأسلوب قصص الجواسيس الذي كان سائداً إبان الحرب الباردة". وأضافت "على اية حال، من المؤسف للغاية ان يحدث كل ذلك في خضم اعادة اطلاق العلاقات الروسية الاميركية التي اعلنت عنها الادارة الاميركية نفسها".

وكان ناطق باسم وزارة الخارجية الروسية اعتبر في وقت سابق أن هناك "الكثير من التناقضات" في المعلومات الواردة في هذه القضية. من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه ينتظر توضيحات وسخر من توقيت الاعلان عن اعتقال الاشخاص الـ،10 إذ إنه جاء بعد ايام فقط على زيارة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الى الولايات المتحدة.