من الصعب حقا أن تفتح عيناك فتجد أن هنالك قوى أكبر وأقوى منك قادرة على تجريدك مأواك الوحيد الذي تملك، هذا ما حصل لفرانسيس كويسي (35 عاما) مالكة لأحد منازل شاطئ مدينة بوشانان الساحلية التي تبعد 200 كيلومتر عن العاصمة الليبيرية مونروفيا، حيث شهدت بأم العين ابتلاع المحيط الأطلسي لمنزلها… غرفة بعد غرفة.

غرفة واحدة فقط لم تبلغها مياه البحر

تحمل كويسي طفلها على ظهرها وترثي لحالها قائلة "هذا بيتي. كما يمكنك الملاحظة، غرفة واحدة فقط لم تبلغها مياه البحر". وتدل مراسل فرانس برس على هذه الغرفة الوحيدة المتبقية حيث تنام مع أطفالها الصغار.

أسابيع وأشهر
فارتفاع المد جرف ثلاثة أرباع المنزل المشيد من أحجار الآجر، وذي الارضية الإسمنتية والسقف المبني من الصفيح. تؤكد ربة المنزل المرتبكة "لا أعرف ماذا أفعل الآن، بحق. هذا هو ملجأي الوحيد، حيث أنام وصغاري إذ لا خيار آخر أمامي". وما هي إلا أسابيع أو أشهر عدة على أفضل تقدير حتى يختفي ما تبقى من منزلها، كما منازل آخرين على شاطىء الأطلسي. والتآكل الذي يضرب سواحل ليبيريا أدى إلى اختفاء شواطئ، وإلى تهديد تجمعات قامت بجوارها.

ووفق البيانات الرسمية، فقد خسر نحو 250 شخصا منازلهم خلال السنوات الأخيرة في بوشانان، في حين اختفت عشرة أمتار من الشواطئ نتيجة لحركات المد التي تأتي مرتفعة أكثر، فأكثر، بالإضافة إلى تلك الأمواج العاتية.