يعارض عدة أشخاص زواج المثليين ، لكن لا يخلو الأمر من المؤيدين لهذا الزواج، وفي بلجراد في صربيا أقيم يوم الأحد 10 تشرين أول/اكتوبر أول مهرجان زفاف على الإطلاق للمثليين في ظل حماية آلاف من رجال الشرطة وسط عدد من الاشتباكات العنيفة بين معارضي المهرجان وبين الشرطة، حيث تم اشتباك مع معارضين مسلحين لهذا النوع من الأعراس بالحجارة والشعلات وقنابل المولوتوف والزجاجات.

أصيب أكثر من 50 شخصا وأغلبهم
من رجال الشرطة

وأصيب أكثر من 50 شخصا وأغلبهم من رجال الشرطة ونقلوا إلى المستشفى، وذلك قبيل بدء الزفاف القصير الذي استمر 15 دقيقة فقط، وخلاله، وحتى بعده. وأفادت تقارير إعلامية بأن معارضي المهرجان حاولوا أيضا دخول غرفة الطوارئ ولكن الشرطة منعتهم.

وحسبما أفادت صحيفة "الوطن" السورية فقد هاجم المعارضون أيضا مقر الحزب الديمقراطي الحاكم ، وأضرموا النيران في جزء من المبنى. كما هاجموا مدخل مبنى التليفزيون الرسمي الصربي ومقر الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه وزير الداخلية إيفيتشا داسيتش. وألقي القبض على عدد من الأشخاص، فيما استعانت الشرطة بالغاز المسيل للدموع والمركبات المصفحة لتوقيف المحتجين في عدة مواقع.

وجعلت الاشتباكات منطقة وسط مدبنة بلجراد تبدو وكأنها منطقة قتال حيث ألقيت على الأرض لافتات الشوارع المكسورة والنوافذ المهشمة والسيارات المدمرة وسلال القمامة والأحذية المفقودة. أما المهرجان نفسه فسار بهدوء حيث أغلقت الشرطة الشوارع التي سيمر بها موكب العرس والشوارع المحيطة به بطوق أمني مشدد.

وتولى نحو 5 إلى 6 آلاف رجل شرطة مدربين تماما على مواجهة أعمال الشغب، بعضهم يمتطي الجياد، وبمساعدة مروحية للشرطة مهمة حماية مسار المهرجان. واحتشد نحو 500 شخص من المثليين والسحاقيات ومؤيدي المهرجان، بما فيهم مسئولون صرب وأجانب، في متنزه مانجيز لحضور الحدث القصير الذي مر بثلاث شوارع مجاورة.

اختتم المهرجان في وقت مبكر بعد الظهر

ورحب المنظمون والمشاركون بحقيقة أن الحفل قد أقيم بالفعل وبحماية الحكومة له. وردد بعضهم عبارة "لقد نجحنا". وقال وزير شؤون الأقليات وحقوق الإنسان سفيتوزار سيبليتش إن الحفل أظهر أن "صربيا هي أرض شعب حر". واختتم المهرجان في وقت مبكر بعد الظهر بحفل أقيم في مبنى "مركز ستودنت الثقافي" المجاور لمتنزه مينجيز.

وبعدها استخدمت الشرطة مركباتها لنقل المشاركين إلى مناطق آمنة في ضواحي بلجراد. وتسبب الحفل الجماعي في انقسام المجتمع الصربي. فبينما يؤيده بعض الساسة ، إلا أن البعض الآخر مثل دراجان ماركوفيتش أحد أعضاء الائتلاف الحاكم قال إنه سيبقى في منزله ويغلق جهاز التليفزيون كي لا يرى "العرس المخزي".

كما أعربت الكنيسة الأرثوذكسية الصربية ذات النفوذ عن معارضتها للعرس ولكنها حذرت من استهداف المشاركين فيه بأي عنف. وقام آلاف المعارضين للعرس أمس السبت بمسيرة في شوارع بلجراد ودعوا إلى إلغاء الحفل. وألغي حفل زفاف للمثليين العام الماضي في اللحظات الأخيرة وسط تهديدات من معارضيه.

أما الحدث السابق الوحيد الذي يؤيد حقوق المثليين فقد أفسدته أعمال العنف ، وذلك عام 2001 حيث أصيب أكثر من 40 شخصا عندما قام عدد كبير من النشطاء اليمينيين المتشددين والمعارضين ومشجعي كرة القدم بمهاجمة المشاركين فيه.