تطرف الطوائف آخذ في الانتشار، فقد قام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمنع وزيرة مسلمة من حضور مؤتمر إسلامي في لندن، اذ قام كاميرون بطلب من البارونة سعيدة فارسي وهي اول مسلمة تشغل منصب وزارياً في تاريخ المملكة المتحدة بإلغاء مشاركتها في مؤتمر السلام العالمي والوحدة، الذي يوصف بأنه أكبر تجمع متعدد الثقافات في أوروبا ويُقام في لندن بهدف تحسين العلاقات بين الجاليات.
واضافت إن فارسي، التي عيّنها كاميرون في أيار/ مايو الماضي رئيسة لحزب المحافظين الذي يتزعمه ووزيرة بلا حقيبة في حكومته الائتلافية، تتمتع بصوت مؤثر بين المجتمع الاسلامي العالمي وتعتقد أن مواجهة المتطرفين في المناسبات العامة هي طريقة أكثر فعالية لمعالجة الأصولية من رفض التعامل معهم.
ونسبت إلى مصدر في الحكومة البريطانية قوله إن البارونة فارسي كانت تأمل في حضور المؤتمر، ولكن كان هناك اختلاف في الرأي بشأن كيفية التعامل مع المتطرفين جعلت رئيس الوزراء (كاميرون) يصرّ وبدعم من وزيرة الداخلية في حكومته تريزا ماي على عدم مشاركة أي مسؤول في حزب المحافظين في المؤتمر. ولفتت الصحيفة إلى أن الجدل حول الاستراتيجية الأكثر فعالية لمواجهة التطرف أدى إلى انقسام في المواقف بين شريكي الحكومة الائتلافية البريطانية، حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الأحرار.
الوزير البريطاني ديفيد كاميرون
واضافت الصحيفة إن المحافظين والديمقراطيين الأحرار توصلوا إلى اتفاق تسوية على اشراك وزير الدولة لشؤون الجاليات من حزب الديمقراطيين الأحرار أندرو ستانيل في المؤتمر لإلقاء كلمة ضد الذين يعتنقون الأصولية يشدد فيها على أن الحكومة الائتلافية لن تتسامح مع التطرف والكراهية والتعصب بأي شكل من الاشكال، مشيرة إلى أن المؤتمر سيجذب نحو 60 ألف زائر ومن المتوقع أن يشهد صدامات بين المسلمين المعتدلين والمتشددين.
ونسبت إلى وزير الدولة السابق لشؤون الجاليات من حزب المحافظين بول غودمان قوله إن هدف منظمي المؤتمر هو استغلال السياسيين باستخدام وجودهم لاكتساب المزيد من العضلات والنفوذ والمصداقية بين المسلمين البريطانيين، وعلى السياسيين أن لا يشاركوا في هذه اللعبة.