صحيح أن البابا بيوس الثاني عشر كان شخصية مثيرة للجدل، وبقي كذلك حتى بعد رحيله، أما اليوم فإنه يظهر من جديد في فيلم عن الحرب العالمية ويعيد الجدل الديني والسياسي إلى الساحة مجددا، فقد انتقد كبير الحاخامات في العاصمة الإيطالية روما، ريكاردو دي سيغني فيلماً تلفزيونياً مثيراً للجدل عن البابا بيوس الثاني عشر في زمن الحرب، فقال انه ينقل الوقائع من وجهة نظر واحدة كما انه مليء بالأخطاء.

البابا بيوس الثاني عشر

ونقلت وكالة "أنسا" الإيطالية عن دي سيغني قوله ان الفيلم، الذي عرض في جزأين يومي الأحد والاثنين، "كان جزءاً من بروباغندا واضحة"، معتبراً انه حاول "جلب المغفرة" للبابا الذي يقول نقاده انه لم يتكلم جهاراً ضد الهولوكوست.

ووفقا ًلوكالة "يو بي آي"، قال دي سيغني ان الفيلم "مليء بالأخطاء والخطوات السياسية الجدية الخاطئة وقد فشل مثلاً في إظهار مسؤوليات الفاشيين". لكن المنتج إيتوري برنابي قال ان الفيلم، الذي يلعب فيه جيمس كرومويل دور البابا الذي يحاول تخفيف الضغط النازي والقيام بكل ما أوتي من قوة لمصلحة شعب روما بما في ذلك اليهود، "متوازن ودقيق".

وأضاف برنابي ان "البابا أراد إنقاذ روما من خطر اندلاع حرب وقد نجح". وأشار إلى ان "أشخاصاً من يهود العالم" اطلعوا على الفيلم "وعلمت بأن أياً منهم لم يشعر بالإساءة". من جهته قال المحرر في مجلة الفاتيكان اليومية "أوبسيرفاتوري رومانو" جيان ماريا فيان ان الحكم النهائي على البابا يتطلب انتظار كل الوثائق، في إشارة إلى أرشيف الفاتيكان السري لسنوات الحرب التي لن تصبح متاحة قبل الـ2014 ـ 2015.

يشار إلى ان البابا بيوس الثاني عشر كان شخصية مثيرة للجدل لكن الفاتيكان يجمع الأدلة التي تؤكد انه عمل سراً لمساعدة اليهود وتفادي عواقب "أسوأ".