الشخصيات السياسية تترك بصمة في التاريخ، ولكل شخصية طبعا، هنالك محبين وكارهين. وهكذا الحال بالنسبة لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر التي عُرفت بلقب المرأة الحديدية حتى استقالتها قبل عشرين عاما، فهنالك محبين وكارهين. اما محبيها، فقد قرروا افتتاح ناد ليلي يستوحي تركة تاتشر. ويقع نادي "ماغي" الجديد بين منطقة تشيلسي معقل المحافظين في العاصمة البريطانية لندن ومنطقة فولهام الفاخرة.

زاوية من ملهى "ماغي"

أول ما يطالع زائر النادي جدار من الصور الفوتوغرافية لكل من تاتشر ومعاصر حكمها الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان. وفوق سلم النادي صورة تاتشر تحيي مؤيديها بعلامة النصر. ومَنْ يزور المرحاض تستقبله تاتشر بمقتطفات من يومياتها أثناء قضاء حاجته. ومما يسمعه الزائر خلال وجوده في المرافق خطابات تاتشر وهي تتوعد بتقليم مخالب النقابات العمالية "التي طالت بسبب سياسات الحكومات العمالية"، كما ترى رئيسة الوزراء السابقة.

وتنقل صحيفة الغارديان عن اصحاب النادي المكرس لحياة السيدة الحديدية تأكيدهم ان المكان ليس ناديا محافظا بل احياء لذكرى عقد الثمانينات أو ما قال تشارلي غيليكس الذي يشترك في ملكية النادي: "ان النادي حنين طفولي إلى العقد الذي ولدنا فيه". واضاف انه يعترف بأن تاتشر شخصية تقسيمية ولكنه معجب بها رغم ذلك كما وقال "انها زعيمة".

مارغريت تاتشر

في نادي ماغي تُباع قنينة الشمبانيا الموقعة باسم السيدة الحديدية مقابل 5000 جنيه استرليني وكل مائدة في النادي صُممت على شكل مكعب روبيك المجري الشهير. ويقف نموذج مجسم للزعيم العمالي السابق نيل كينوك بجانب مجموعة من سلاحف نينجا كان المالك يلعب بها في طفولته. يكلف حجز طاولة في نادي "ماغي" 250 جنيها استرلينيا ورسم الدخول 15 جنيها استرلينيا. وقد تكون هذه الاسعار كافية لإبعاد الزبائن حتى قبل الوصول الى التواليت ليسمع السيدة الحديدية تحاضر على حشد من المصطفين امام المباول "ان المطلوب استراتيجية مالية حازمة لتنفيذ اصلاحات اقتصادية واجراء تخفيضات ضريبية ورفع الضوابط على الصناعة". كل هذا في وقت يتوقع مراقبون ان يكون شتاء بريطانيا هذا العام شتاء الغضب بسبب التخفيضات الحادة التي اجرتها حكومة ديفيد كاميرون في الانفاق العام.