يتفق العالم اجمع على مأساة الشعب الفلسطيني باحتلال اسرائيل لأرضه وموارده، وهنالك الكثير من الصور والفيديوهات ما لاحصر لها لمجازر حقيقية قامت بها اسرائيل بحق اطفال وشباب فلسطينيين لا حول لهم ولا قوة متجاهلين كل المواثيق الدولية وحقوق الانسان! ونتيجة لذلك، شنت طالبة اسرائيلية هجوماً عاصفاً على سياسة بلادها حيال الفلسطينيين، وترجمت نشاطها الى تظاهرات جماعية صامتة في جامعة كولومبيا بنيويورك، بمشاركة طلبة من مختلف النوعيات، تمارس نشاطاً سياسياً مناوئاً لتل أبيب تحت لواء منظمة اميركية تطلق على نفسها "طلاب من اجل العدل في فلسطين"، على الرغم من ذلك رأت فيند في سياق حديث لصحيفة "هاآرتس" بنيويورك، ان النشاط الذي تقوم به في الولايات المتحدة، لا يهدف الى تشويه صورة اسرائيل، وانما يلقي الضوء بالأساس على الانشطة القمعية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بما يتنافى مع حقوق الانسان وكافة الاعراف الدولية.
مشهد من المظاهرة التي تظهر التعامل مع الاسرى
وأثارت الطريقة التي تعرض بها مايا فيند ما يجري على ارض الواقع في بلادها حيال الفلسطينيين ردود فعل ساخطة لدى نظرائها الاسرائيليين، الذين يدرسون في جامعة كولومبيا، ويميلون الى تبني افكار اللوبي اليهودي الموالي لاسرائيل في الولايات المتحدة، إذ أعرب هؤلاء في أكثر من مناسبة عن امتعاضهم من تلك التصرفات التي وصفوها بغير المسؤولة.
وتقول الطالبة الاسرائيلية انها عملت قبل سفرها الى الولايات المتحدة في القدس الشرقية، وفي هذه المنطقة لاحظت مدى امتهان الجيش الاسرائيلي لحقوق الفلسطينيين، وانها ازاء ذلك بذلت كل ما بوسعها للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في تلك الفترة، وعندما سافرت بغرض الدراسة الى نيويورك، قررت استكمال مشوارها عن طريق عرض ما يجري للفلسطينيين، ليعلم الرأي العام الأميركي الحقيقة. وأضافت: "لن أتخلى عن مبدئي، سأواصل "النضال" من اجل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في أي مكان أتواجد فيه بالعالم".
ان الطلبة الاسرائيليين لا يكترثون بحقوق الانسان
ورأت فيند انها جزء من صراع كل شخص يؤمن المساواة في الحقوق ومناهض للتمييز على اساس الدين او النوع او غيرهما من الفروقات، مشيرة الى ان القانون الدولي يحض على احترام حقوق الانسان والعدل، واضافت: "كل من يرغب في مشاركتي بهذا النشاط، يعتبر نفسه قد حصل على الدعوة بالفعل، ان ما يزعجني داخل الحرم الجامعي ان الطلبة الاسرائيليين لا يكترثون بحقوق الانسان، الا اذا دار الحديث عن تعرض اسرائيل لموجة من الاضطهاد او معاداة السامية، اما إذا كانت هي المسؤولة عن ارتكاب تجاوزات لحقوق الانسان، لا يهتم أي من الطلبة بمجرد الحديث عن ذلك".
وفي ختام حديثها قالت الطالبة الاسرائيلية انها لن تتردد في العودة الى بلادها بعد انهاء الدراسة في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها لم تسيء إلى إسرائيل، وإنما إسرائيل هي التي تسيء إلى نفسها، وقالت: "ينبغي ان تدرك إسرائيل ان هناك من التجاوزات والخروقات الصارخة لحقوق الإنسان، كان الجيش الأميركي مارسها في افغانستان والعراق، الأمر الذي افقد واشنطن جانباً كبيراً من مصداقيتها أمام العالم، فلا يجب أن تقع إسرائيل في هذا الشراك حتى لا تفقد هي الأخرى مصداقيتها أمام العالم".