بعد الكشف عن فضائح ويكيليس، وبعد أن صدم العالم بتلك الوثائق المسربة، والتي هزت الولايات المتحدة وعلاقاتها الدبلوماسية مع المجتمع الدولي، فإن جديدة وصدمة من نوع آخر تعصف بالهند بعد تسرب تسجيلات صوتية حول قضية الفساد الأبرز في البلاد. وطال الجدل حول تلك التسجيلات كبار المسؤولين الحكوميين في البلاد، وعدد من كبار رجال الأعمال وأكثرهم ثراء في الهند.

راديا كانت تحاول الضغط من أجل
استمرار راجا في منصبه
كوزير للاتصالات

والتسجيلات الصوتية هي اتصالات هاتفية بين جماعات ضغط وصحافيين بارزين، وصناعيين وسياسيين تسربت خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتكشف عن أن بعض أكثر الصحفيين نفوذا بالهند عملوا بمثابة وسطاء للتوصل إلى اتفاق في واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في الهند. وفضيحة الفساد التي عرفت باسم "خدعة 2G ،" تورط فيها وزير الاتصالات آي راجا، وتتعلق بمنح تراخيص لشركات الهواتف النقالة، في أسرع دول العالم نموا من حيث سوق الهاتف المحمول.

والأشرطة الصوتية التي تم تسجيلها في 2009 تكشف عن أن نيرا راديا وهي إحدى الشخصيات التي كانت تسعى لعقد الصفقة، طلبت من كل من برخا دوت، رئيس تحرير أخبار قناة "إن دي تي،" وفير سانغفي مستشارة التحرير في صحيفة "هندوستان تايمز،" التوسط لدى حزب المؤتمر الحاكم حول بعض المناصب الوزارية. وتشير الأشرطة إلى أن راديا كانت تحاول الضغط من أجل استمرار راجا في منصبه كوزير للاتصالات بعد انتخابات 2009، وينكشف من التسجيلات أن المسؤولين الصحفيين وافقا على المساعدة.

وتتعرض حكومة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الائتلافية إلى انتقادات هائلة بسبب طريقتها في التعامل مع الفساد المستشري. ويواجه راجا اتهامات ببيع تراخيص اتصالات بأقل كثيرا من قيمتها وهو ما تقول هيئة حكومة لتدقيق الحسابات انه يمكن أن يكون قد كبد الدولة خسارة عائدات تصل إلى 31 مليار دولار.

وتأتي التسريبات الصوتية الجديدة، بعد أيام من اعتقال الشرطة الاتحادية الهندية ثمانية مدراء تنفيذيين يشتبه في تورطهم بتسهيل قروض مقابل تلقي رشى، في أحدث سلسلة من فضائح الفساد التي هزت ثالث أكبر اقتصاد في آسيا.