تعتبر الفنانة نيللي مقدسي من الفنانات اللواتي استطعن تحقيق نجاحا كبيرا على الساحة الفنية، فتميزت باختيار أغنياتها، وتميزت بلونها الخاص، وأصرت على الوصول للنجومية وان تحقق نجاحا كبيرا، وها هي اليوم نجحت بالوصول الى قلوب الجمهور في العالم العربي ونالت شهرة واسعة. اليكم هذا الحوار معها:

نيلي مقدسي أنت قمت بمبادرة جديدة وهي أنك وزعت كليب "يا عرب" على كل الصحافيين وطلبت منهم ان ينتقدوك، هل هي سياسة جديدة مع الصحافيين او انك واثقة من نجاح الكليب؟

أحب أن يكون لدي اختلاف
والناس تنتظر هذا مني

لا هي ليست سياسة جديدة مع الصحافيين بل هي أكثر احترام لرأيهم الذي أسير عليه منذ بدء تواجدي في عالم الغناء الذي أحبه من كل قلبي. أحترم رأيهم جدا وهم يعلمون هذا، ويهمني أن يستمعوا هم لآراء الناس لأنهم يوصلون آراء الناس من خلال صوتهم وهذا يهمني جدا أيضا.

وهل تم انتقادك؟
لا مشكلة لدي في النقد ما دام بناء، وبالنسبة لي منذ البداية النقد يرفعني الى أعلى ان كان سلبيا او ايجابيا، وعندما يكون سلبيا بمضمون ايجابي أقوم أنا بإصلاح أخطاء قد أكون ارتكبتها دون أن أدري وبالنهاية أيضا ما قمت به من اعمال قد لا يرضي جميع الأذواق، وأيضا هناك النقد السلبي من دون أساس معين وهذا ما لا أسمعه أنا أو يهمني لأرد عليه.

هل من الممكن ان يكون سبب النقد هذا خلافات شخصية؟
ربما تكون خلافات شخصية "مع حالهم مش معي أنا" (ضاحكة) لأنني اجمالا لا أحب أن تكون لدي خلافات شخصية مع الناس لأنني شخص يحترم الناس جدا.

نحن نعرف أنك على علاقة جيدة بـ90 بالمئة من الصحافيين كيف تمكنت من التوفيق بينهم؟
عندما يكون الاحترام موجودا مني اتجاههم فانهم يقدرون هذا الموضوع، وبالنهاية الصحافي شخص يساعد الفنان لكي يصل الى كل المراحل في حياته الفنية، ولا يمكن ان نقول في يوم من الايام أننا وصلنا الى مكان لم أعد بحاجة فيه الى هذا الصحافي والى تعاونه معي. هذه المحبة ربما أوجدت هذه الصداقة بيننا، اضافة الى احترامي لهم ولقلمهم ونقدهم.

اذا انتقدك صحافي هل تتصلين به وتعاتبينه؟
طبعا أنا كثيرا ما اتصلت وعاتبت واسأل لماذا قالوا ما قالوه وربما أصحح وجهة نظرهم، أو اتصل لأشكرهم على ما كتبوه. من كل الجهات لا مشكلة لدي وأنا لست شخصا معقدا وأحترم كل الآراء، ولكن عندما أرى أن النقد بدأ يتعدّى حدود اللياقة، ويصبح تعديا علي وعلى فني شخصيا ويكون بعيدا عن الحقيقة، حينها أحتدّ وأردّ.

لنعود الى الكليب، نيللي كريمة على فنها وكليباتها وأغنياتها، فكيف كانت التحضيرات لكليب "يا عرب" وكم كلّفكم الكليب؟
الكليب تم تصويره خلال يومين، ساتحدث عن الكلفة ولكن لا يحق لي أن اعلن عنها لأنها تعود الى خصوصية المخرج، فربما يكون المخرج قد أعطاني سعرا خاصا لي لا يعطيه لغيري، ولذلك سأقول أنه كلف أكثر من 50 ألف دولار. فالكليب ليس مكلفا لأننا نريد أن نقوم بـ"show off" ، بل لأنه صور على الطريقة السينمائية خلال يومين وبفريق عمل كبير جدا ولذلك كانت تكلفته باهظة، وهناك أيضا اسم المخرج في مكان ما وأزياء فؤاد سركيس طبعا.
وأنا أهتم بالتعاون مع أناس قدموا أعمالا مهمة في مسيرتهم، وأن أقدم معهم أعمالا جديدة مناسبة، وقد تعاونت في الكليب مع فادي حداد ولكن التعاون معه أكبر من قضية تكلفة مادية، فهو بذل مجهودا كبيرا معي في الكليب مثل كل المخرجين الذين تعاونت معهم وهذا اهم من التكلفة المادية.

الكرم أيضا كان باختيار الأزياء والثياب الملفتة اختيار الثياب "أنا معروفة فيه" ولا أحب أن يكون مروري في الكليب غير ملفت، سواء بشكلي او موضوع الكليب او ثيابي وشعري وماكياجي، أحب أن يكون لدي اختلاف في مكان ما والناس تنتظر هذا مني، وتدرك أنني مهما قدمت أعمالا فإنني أقدم دائما الجديد، وهذا يساعدني على النجاح طبعا.

عندما رأينا الكليب والحصان تذكرنا الفنان عاصي الحلاني(ضاحكة) "أنا كمان بركب الخيل" ولكن ربما لأنني فتاة فقد يختلف الأمر، فأنا أحب الخيل جدا وأعتبره من أسمى وأجمل الهوايات، وأشعر عند ركوبي على الخيل أنه "عندي قيمتي المعنوية" في هذا الوقت. ورغم أنني لم أصل الى مرحلة متقدمة في هذه الهواية ولكني أحب جدا أن يكون لدي مزرعة وخيل عربي فانه يعطي الانسان تلك الشهامة وقيمة مميزة فريدة وغريبة.

لماذا اخترت أغنية "يا عرب"؟
نحن لم نخطط ان تكون الاغنية بعنوان "يا عرب"، بعد الانتهاء من الموضوع شعرنا ان الاغنية تتحدث كثيرا عن المرأة وكرامتها، التي تبعثرت هذه الايام للأسف وأصبحت سلعة يحكى عنها خاصة المرأة اللبنانية والعربية عامة حيث توضع في مكان ليس لها، لذلك أحببت في هذه الأغنية أن أقول لا ليست هذه المرأة العربية، بل هي برضاها تقرر حياتها واستقلاليتها وحتى كيانها وتعاونها مع الناس ومن تحب ومن تكره، ولا تتحول لسلعة بيد من يريد الحصول عليها او التسلط عليها. فالمرأة العربية مظلومة كثيرا وربما هنا في لبنان أقل لأن المرأة عرفت كيف تأخذ حقها بيدها فالمرأة اللبنانية أقوى بقراراتها.

هل نيللي مقدسي كإمرأة مقدرة وهل يعرفون قيمتك كفنانة؟

هناك أشخاص كثر يقدرون قيمتي
كانسانة قبل قيمتي كفنانة

هناك أشخاص كثر يقدرون قيمتي كانسانة قبل قيمتي كفنانة، وهذا ما يعنيني أنا، وعليهم أن يعرفوا أننا كفنانين لا يمكن أن نكون مهمشين.

أنا أقصد الحب والغرام؟
لا يمكن أن أعيش أي مرحلة في حياتي دون أن أعيش الحب، لأن الحب هو أهم شيء في الدنيا وهو الذي يعطينا الحافز للاستمرار في الحياة. ولكن الى أي حد ممكن أن يخرج هذا الغرام ليبصر النور؟ لذلك أحب أن اتركه الى الوقت المناسب لأعلن عنه، لأنه تمر الكثير من المراحل تشعرين معها أنها حقيقية ولكنها لا تكون كذلك، والعكس صحيح.

هل تعيشين حالة حب حاليا؟
"plus ou moins" (تقريبا) (ضاحكة).

هل هناك زواج قريب؟
كلا.

هناك خلاف حصل بين شاعر وملحن وقد أقحمت أنت ونوال الزغبي في الموضوع رغم نجاح "ألف ومية" و"يا عرب"، فكيف تعلقين على ما حصل؟
باختصار لا يجب أن نتحدث كثيرا عن الموضوع لكي لا نعطي قيمة اكبر لهذا الخلاف، أو نعطي قيمة أكبر لمن بدأ بهذا الموضوع، والموضوع ربما أكبر ممن بدأ به. ولكن كل انسان يتحدث حسب تربيته عند أهله وشخصيته، ولذلك أنا أحاول أن أضبط ما أقوله لأن الناس لا تحب أن تسمع الا ما يفيدها، بدلا من النقد الذي لا أساس له والذي سببه الخلافات الشخصية لشخص معين مع نفسه.الموضوع يعنيني لأن الأغنية تم اقحامها في الخلاف وانتقد الكلام واللحن والتوزيع، وهذا يعنيني أنا لأنني أنا اخترت الكلمة واللحن والتوزيع، وعندما أضع صوتي تصبح الأغنية كمولود لي ولذلك كأنهم يهينون مخلوق أنا كونته.

هم أهانوا شاعر كبيرا كنزار فرنسيس، وملحنا مثل الفنان الحساس زياد برجي والموزع طوني سابا. وعندما وجه الحديث الى أغنيتي لم أسكت بل رديت، وانتهى الموضوع بهذا الامر. ولكن أتمنى أن يفكر كل انسان بما يقوله لكي نتقدم في حياتنا الفنية فنحن الآن نتراجع ولا نتقدّم.

نجحت كثيرا مع زياد برجي، هل بسبب صداقتكما هل لأنه يفهم صوتك أكثر أم ماذا؟
زياد صار يعرفني لأنه حفظني تقريبا وحفظ صوتي وهو يؤمن بصوتي في هذا اللون اي الاغنية اللبنانية الجبلية اوالأغنية البدوية او الأغنية التي تحتاج الى مقدرة صوتية او لكنة تشبهني أنا، ولذلك هو يعرف الأغنية التي تليق لي. وعندما تظهر أغنية معه من هذا اللون يتصل بي أولا، فهناك الكثير من الأغنيات التي تعجبني من ألحان زياد ولكنها ليست "ستيلي" الغنائي وهو لا يقبل أن أغنيها ويقول لي هذا ملعبك وتبرعين به فلماذا تنتقلين الى ملعب آخر، وزياد هو الشخص الذي أقنعني بأن أركز على هذا اللون الغنائي.

غنيت للثورة في مصر لماذا؟
غنيت للثورة لأنني مع الشعب المصري ولأننا في لبنان أكثر من يعرف ما الذي يعنيه أن تعاني الناس من هذه "المعمعة" للخروج من حياة البؤس والتعاسة وحالة الضياع التي مروا فيها والتي عشناها ونعيشها في لبنان ولم نصل الى حل بعد. ولذلك كنا أول من غنى ضد الظلم بغض النظر من معه حق وما اذا كان ما جرى صحيحا او لا، كان هناك تعاسة تمر بها مصر وشعبها وهي التي احتضنتني واحتضنت كل الفنانين اللبنانيين. وليس لمصر فقط أغني ولكن الظروف والوقت سمحا لي بانجاز أغنية لمصر، ولكن لو سمحت الظروف لغنيت لتونس وكل تلك البلاد، فكل الشعوب التي مرت بهذه الظروف تستحق أن نغني لها ومن بينهم طبعا شعبنا اللبناني.

لماذا لم تغنّي للبنان؟
غنيت للبنان وأول أغنية لي في حياتي كانت أغنية وطنية "يا وطني" قبل أغنية "واه واه" أول أغنية خاصة لي، وأنا أغني دائما للوطن ولا أغني ظرفا معينا.

لكن ألا تخافي اذا غنيت في لبنان ان ينسبوك لطرف من الأطراف السياسية؟

وقع في هذا الامر عدد كبير من الفنانين وخاصة في مصر، ولذلك لا يجب أن يكون الفنان مع أو ضد بل يجب أن يكون مع البلد ويكافح لأجل بلده فقط لا أكثر ولا أقل، لأن السياسيين لن يوصلونا الى مكان ما وأستغرب كيف يصنفون الناس وهم "يضحكون علينا" رغم أننا من أذكى الشعوب، وأستغرب أين هو هذا الذكاء فنحن لا يجب أن نسمح بحدوث هذه الامور فهم "عنجد عم يضحكوا علينا".

هل تعتقدين ان الأغنية ممكن ان تؤثر وتصل الى الناس؟
عندما اغني لموقف معين أو حالة معينة طبعا ستصل، ولكن أنا لن أغني لـ14 أو 7 أو 9 أو 10، بل أغني لحالة في البلد أو موقف ضد الغريب وليس ضد حالنا وأعتقد أن الأغنية هنا تصل، وغير هذا يكون هناك استخفاف بذكاء الناس.

ماذا تحضرين لنا في هذا الصيف بعد انتهاء شهر رمضان الكريم؟
أنا في رمضان سيكون لدي اطلالات تلفزيونية قليلة اختارها بدقة، وبعد شهر رمضان سيكون لدي سفرة الى بلجيكا لاحياء عدة حفلات هناك، وبعدها أعود الى لبنان وسأكون هنا ان شاء الله على عيد رأس السنة لأنني في عيد الفطر سأكون في بلجيكا. وأتمنى لو كانت الظروف أفضل لكي تكون حفلاتنا أكثر وأن تخف الضغوط في كل البلدان العربية لتعود الاحتفالات عندنا في لبنان بشكل أكبر.

هل تنوين قريبا اطلاق البوم تجمعين فيه الـsingles التي أصدرتيها؟
من المفروض أن يكون الموضوع قريبا لأن الأغنيات جاهزة، ولكني ما زلت مصرة أن فكرة الالبوم لا يوجد فرق شاسع بينها وبين single خاصة في زمن الـdownload فالأغنية السينغل تأخذ حقها خاصة وأنه لا يوجد فترة زمنية كبيرة بين السينغل والسينغل، فبعد "يا عرب" هناك أغنية من الفلكلور مجددة و"مهضومة جدا" سأتركها مفاجأة، وسيعمل عليها الفريق نفسه الذي تعاونت معه في أغانيّ المجددة مثل وليد قبلان وابراهيم عقيل وآخرين. (النشرة)