انه راغب علامة بكل بساطة، انه السوبر ستار عندما يتكلم في الفن والسياسة والبيئة والتلوث الذي يطال كل هذه القطاعات. بصراحته المعهودة يقول ما في قلبه من وجع والم على كل شيء في هذا الوطن، يقول كلمته ويقف عندها، ويجعلك تقف انت ايضاً لتحلل كلماته وافكاره البناءة المبنية على منطق سليم. لم يكتف يوماً بالغناء وتقديم الفرح للناس، بل مرر ويمرر دائما الرسائل الانسانية التي اذا اعتُمدت يوما ما من قبل رجال السياسة عندنا ستتمكن من جعل هذا الوطن "جنة عدن". النشرة التقت السوبر ستار راغب علامة وتحدثت معه عن كل شيء وفي كل شيء، فأتى الحوار دسماً مليئاً بالوطنية والحب والانسانية والتطلع لوطن افضل من كل النواحي.

وزارة البيئة تحصل على اقل ميزانية

راغب علامة انت سفير البيئة واصبح دعمك للبيئة معروفا وواضحا، برأيك الي اي مدى دورك كفنان قادر ان يساعد على تحسين البيئة، خصوصا ان الارقام عالية في بيروت وطرابلس من حيث التلوث البيئي؟
للحقيقة يكفي ان أشارك في اي نشاط بيئي لالفت نظر جمهوري على هذا الموضوع الحساس الذي يعاني من نسيان كبير واهمال، والدليل ان وزارة البيئة تحصل على اقل ميزانية من بين الوزارات، حتى على المستوى الرسمي هناك تغافل واضح في موضوع البيئة، ونحن نعاني من التلوث اكثر مما نعاني من الموضوع السياسي.

ما الذي اوصلنا الى هذه الدرجة من التلوث؟
"اللي خرب البيئة هي السياسة"، عدم الاهتمام بالمياه والزراعة ادى الى هذ التلوث، وعدم مساعدة الناس على اقتناء سيارات صديقة للبيئة ايضاً. اليوم من المفترض ان تُعفى السيارات الصديقة للبيئة من الجمرك، وانا اعتقد بان 50 الى 60 % من العالم ستتوجه نحو النوع من السيارات وهكذا يقل استهلاك وحرق الوقود ويخف التلوث البيئي تلقائياً.

هناك دعوة لاستعمال النقل المشترك للتخفيف من استعمال السيارات وبالتالي لتخفيف التلوث؟
النقل المشترك كما هواليوم "تجليطة"، اذا لم يعتمدوا سياسة نقل مشترك جيدة تجعلك وتجعلني وتجعل كل واحد مّنا سعيدا وهو يستعمل هذه الوسيلة للتنقل "مش رح يمشي الحال"، ليس من المفترض ان يكون هناك شخص واحد واقف داخل الباصات، لا بل يجب ان يكون الركاب على عدد المقاعد المعتمدة ليس اكثر.

ولكن انت كراغب علامة هل تستعمل النقل المشترك كوسيلة تنقل؟ بالرغم من طريقتهم في القيادة وخلع الملابسض حياة المواطنين للخطر من خلال السرعة و"المطاحشة"؟

في هذه الايام اي واحد يأتي ويغني

يضحك ويقول ممازحاً: "في مرة انحكى عن قصة حبَل بالباص"، التنظيم المدني في بيروت "اسوأ من هيك ما بصير" والمراقبين غير دقيقين "كله تزوير وضحك عالدقون"، المفترض ايجاد سياسة معينة مبنية على الخوف على اولادنا ومستقبلهم، ليس على اولادنا فقط، وعلى اولاد السياسين ايضاً فهم يعيشون في هذه المدينة. هناك الكثير من المشاريع التي من الممكن ان تساعد على تحسين البيئة في لبنان، في باريس ولندن وامستردام هناك مشروع التنقل بواسطة الدراجة الهوائية مجاناً، تستعمل الكارت الخاص بك وتتنقل بواسطة "البيسكلات" وتركنها في اماكن مخصصة وتذهب الى عملك ومن ثم تعود الى منزلك.

راغب ممكن ان نراك هنا في لبنان تتنقل بواسطة الدراجة الهوائية مثلا؟
اكيد فأنا عندما كنت في الاونيسكو اتيت على البيسيكلات.

انا أتكلم عن الايام العادية هل من الممكن ان تستبدل السيارة بالبيسكلات؟
اؤكد لك ذلك انا أحب هذه الاشياء كثيرا وهي تستهويني مليون في المئة، ولكنها هي الاخرى بحاجة لتوفر البيئة والاجواء المناسبة لها، اذا نُفذت واصبح الناس تتنقل بواسطة "البيسكلات" واتى من يسرقها منهم ماذا بامكاننا ان نفعل، وهنا ايضا نعود الى الموضوع الامني والسياسي فالقصص متشعبة وليس من السهل اصلاحها، نحن لسنا باوروبا اذا سرقك احدهم يتم القبض عليه سريعاً، في لبنان "مش سهلة القصة".

راغب في لبنان الى اي درجة الفن يشبه السياسة، فالاثنين اصابهم تلوث؟
الذي لوّث الفن هو انفتاح الاعلام غير المرخّص، يعني اي واحد يأتي ويغني ويظهر امام الجمهور بكل بساطة.

انت مع عودة الرقابة على المصنفات الفنية، واحياء لجنة الاستماع الى الاغنيات قبل السماح ببثها للجمهور؟
لا يوجد رجعة للرقابة "خلص" اصبح الاعلام على الاقمار الصناعية، الكل قادر ان يغني ويُصدر اغنيات ويدعمها مادياً ويطلقها، والمحطات لا تتصرف على اساس ان هذه الاغنية "ما بتسوى وما بتمرق" ولو تم الدفع لدعمها، على العكس تُبث مرة واثنين وثلاثة فتتعود العين والاذن على الشيء السيء و"بيمشي الحال". (النشرة فن)