من هولندا الى الناصرة، عاد هذا الأسبوع إلى أرض الوطن المخرج النصراوي هاني أبو أسعد بعد سنوات طويلة غاب فيها عن وطنه والعيش في هولندا، وكان المخرج أبو أسعد قد برز وسطع نجمه عندما حاز على الجائزة العالمية للسينما "جولدن غلوب" أي الكرة الذهبية عن فيلمه "الجنة ألان" الذي سلط فيه الضوء على شاب فلسطيني إستشهادي نفذ عملية انتحارية ضد أهداف إسرائيلية. وقال المخرج هاني أبو أسعد أنه عاد ليستقر في مدينة الناصرة، فهو لم يفكر أبداً أن يمضي حياته خارج الوطن، ولكنه كان يضطر للغياب لفترات طويلة بسبب مشاريع تتطلب ذلك.

هاني: آمل من الله ان ينجح الفيلم
بالمنظومة التي سأطبقها عليه

وكان لموقع "مسلسلات برو" هذا اللقاء مع المخرج هاني ابو اسعد حول مشاريعه المستقبلية والسينما الفلسطينية بصفة عامة.

- مسلسلات برو: ما هو المشروع الذي عدت من أجله؟
ابو اسعد: مع بداية السنة الجديدة سأباشر تصوير فيلم، وفي حال نجاح منظومة هذا الفيلم بالاسلوب الذي سينفذ فيه، فانني سوف اقوم بتطبيقه على افلام اخرى لمخرجين آخرين في العالم، آمل من الله ان ينجح الفيلم بالمنظومة التي سأطبقها عليه.

- مسلسلات برو: اين سيتم التصوير وما هي فكرة الفيلم؟
ابو اسعد: التصوير سيتم في الناصرة والشيء الوحيد الذي استطيع ان اصرح به في الوقت الراهن ان الفيلم سيتحدث عن قصة حب، دون الخوض بالتفاصيل وهو فيلم روائي طويل. وفي حال نجاحه فانه سيكون سابقة تمكنني من تمويل مشاريع اخرى مع مخرجين آخرين وسيعزز مصطلح "صناعة السينما".

- مسلسلات برو: ما هو مفهوم النجاح بالنسبة لك.. وكيف تقيم السينما الفلسطينية هنا في الداخل؟
ابو اسعد: في الحقيقة انا لا افرق بين الداخل والخارج، السينما الفلسطينية مرتبطة كلها ببعضها البعض لكن السياسة تقسم الحدود، ونحن نحطم هذه الحدود في السينما، وهذه مهمة السينما ليس الفلسطينية فحسب، بل كل السينما في العالم لا تعرف ولا تعترف بالحدود. اما بالنسبة لوضع السينما الفلسطينية عامة فانه في تقدم ولكننا لم نصل بعد الى مفهوم صناعة السينما، وهنالك محاولات وابداع، ولكن صناعة السينما بالمفهوم الواسع لا تزال غائبة، وهي بحاجة الى طواقم كبيرة وثابتة، بالاضافة الى انتاج دائم وجمهور.. والجمهور الفلسطيني حتى هذا اليوم هو خارج وطنه وهذا امر مؤسف جدا، لذلك ينبغي علينا التركيز اكثر على جمهورنا المحلي، واذا كان الهدف هو الوصول الى صناعة السينما فمن الضروري ان يكون هنالك جمهور واسع يدعم هذه السينما.

- مسلسلات برو: لا شك انك جئت وانت تحمل خبرات واسعة في مجال السينما، هل تعتقد انك قادر على تطبيقها هنا؟
ابو اسعد: الخبرات يجب ان تنتقل لاجيال جديدة وانا احاول من خلال عودتي الى البلاد ان انقل هذه الخبرة اثناء عملي مع طواقم ومخرجين محليين، فهذا كفيل بأن ينقل الخبرة الى الجيل الجديد وهذا مهم جدا.

- مسلسلات برو: هل لدينا ممثلين ومنتجين ومصورين ومساعدين على مستوى من الكفاءة التي تؤهلهم العمل معك؟

"انا افضل تسمية حصولي على الجائزة
العالمية بانه انجاز بالتأكيد"

ابو اسعد: كما قلت لك الوضع بشكل عام الى تقدم، الوضع قبل عشر سنوات كان اسوأ بكثير مما هو اليوم، والمجال مفتوح لمزيد من التقدم، لدينا طواقم قادرة على انتاج فيلم بأكمله بالطواقم المحلية وهذا ما سأحاول العمل عليه في الفيلم القريب.

- مسلسلات برو: هل تمت عملية الاختيار وانتقاء الممثلين؟
ابو اسعد: لا.. ليس بعد، نحن الان في مرحلة ضمان التمويل، ما زالت هنالك بعض المداولات واتوقع ان ننتهي من المداولات للتمويل وعندها ننتقل الى عملية اختيار الممثلين والتحضير الذي يستغرق عادة ما بين شهر الى شهرين.

- مسلسلات برو: كيف تحولت من موضوع الهندسة وهندسة الطيران الى الاخراج السينمائي الذي وصلت من خلاله الى القمة؟
ابو اسعد: باعتقادي ان القمة هي مفهوم شخصي، انا افضل تسمية حصولي على الجائزة العالمية بانه انجاز بالتأكيد.. بالنسبة لموضوع الهندسة فانه ايضا ابداع ويحتاج الى عقل منفتح لكي يتخيل الشكل الهندسي قبل تصحيحه، ولكن الهندسة مبنية على حسابات دقيقة بينما الفن والسينما يعتمدان على الابداع وليس على العلوم الدقيقة وهي نابعة من الحس وليس من المعادلات النسبية والمنطق العقلي، وقد تجد مقطوعة موسيقية جميلة في زمان معينة ومكان معين ولكنها ى تصلح في كل زمان ومكان، لذلك فان الفن معتمد على الحس وهذا الشيء يلائمني اكثر من الهندسة، لان فيه مغامرة بدون اخطاء او بدون اخطاء فادحة.