مسلسلات رمضان
صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر!
10/02/2012

صبا مبارك ممثلة أردنية، بدأت مسيرتها الفنية منذ ما يقارب الإثني عشر عاماً، درست التمثيل والإخراج. ولكنها احترفت التمثيل. أثبتت جدارتها لتأخذ مكاناً لها في الصفوف الأولى في الدراما التلفزيونية وعلى مستوى الوطن العربي. عملت في أدوار مختلفة منها التاريخية، الاجتماعية والبدوية.. تتنقل من المسرح إلى التلفزيون والسينما في أدوار تتقمّص شخوصها ببراعة واضعة بصمات واضحة في تاريخ الدراما.

ظهرت بدور جميلة في مسلسل "الزعيم" المرأة التي حُرمت نعمة الإنجاب، وبالرغم من حبك الشديد لزوجك، تقرّرين تزويجه ليرزق بالولد الذي تمنّيته.. حدّثينا عن تضارب أحاسيسك ما بين الزوجة المحبّة لزوجها، وفي الوقت نفسه، تسعى إلى تزويجه من امرأة أخرى من أجل غريزة الأبوّة؟

صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر! صورة رقم 1

"أصل لقلوب الناس بابتسامة بسيطة"

تضارب المشاعر في الأساس أتى من هذه الفكرة التي تبدو مستحيلة للمرأة المعاصرة التي قد تستطيع أن تعطي من تحب، أيّ شيء من أجل إسعاده إلا أن يفكّر بامرأة أخرى. أعتقد أنّ هذا الاختلاف بين جميلة وامرأه تعيش اليوم كان هو مفتاح الشخصية. الأطفال في ذلك الوقت لم يكونوا خياراً، كانوا سبباً للعيش وصورة للمستقبل وبذرة للاستمرارية، ولم تكن أنواع العلاج الحديثة موجودة، إذا فهمنا هذا نستطيع أن نفهم أنّ المرأة تكون بقمّة قوتها عندما تقدم بوعي على قرار كهذا، وبالإمكان اعتبار قرارها قوة وليس ضعفاً.

هل شعرت مسبقاً أنّ دور جميلة سيجعلك تفوزين بالجوائز كما حصلت عليها مسبقاً؟
بصراحة، لم أعمل يوماً وأنا أنتظر جائزة، أو أنظر لأيّ عمل على أنه خفيف أو أنه سيمرّ مرور الكرام بالدرجة الأولى. أكثر ما يسعدني هو التفاعل المباشر، وأن أحسّ أنني أصل لقلوب الناس بابتسامة بسيطة أو كلمة دافئة يشجعونني بها، وأيضاً استطلاعات الرأي التي تعبّر عن رأي الناس في العمل. وعندما أحصل على تصويت من هذا النوع أكون في منتهى سعادتي، لأنّ الجمهور لا يجامل، كما أنه ليس مضطراً إلى التصويت للممثل لو لم يكن يقدّره. طبعاً، تبقى الجوائز الفنية والتي تصدر عن نقاد مهمّين أو مهرجانات عريقة تضيف إلى الفنان، وتكون له دعامة تشبه الشهادة التي تصنّفه في مستوى معيّن، وأقصد جائزة "أفضل ممثلة" في مهرجان مهمّ وليست جائزة "ملكة جمال الفنانات".

هل تعتبرين المسلسلات البدوية سبب انطلاقتك وشهرتك على مستوى الخليج العربي؟
من الممكن أن يكون هذا صحيحاً إلى حدّ ما. ولكن، أظن أنّ هذا فيه قليل من الظلم للجمهور في الخليج الذي تفاعل كثيراً مع مسلسلات: "الشمس تشرق من جديد" و"وراء الشمس" و"أهل الغرام" وغيرها... طبعاً، لا أنكر أنّ شرط المسلسل البدوي أن يكون عملاً جيداً، هو عمل له دائماً بيئة ساحرة، محبّبة ومن السهل التماهي معها والتعلّق بها، أنا مثلاًَ من أمتع تجاربي تأدية وضحى في "نمر بن عدوان"، والبحث في سرّ الحب في تلك الصحراء. للأسف، هذا لا يمنع أنّ نجاح أعمال كهذه، دفع بالكثير من الناس إلى أن تستسهل شراء خيمتين وبساطين وتستأجر حصاناً وتفكر بإنتاج "فيديو كليب" بدوي طويل، معتقدةً أنه مسلسل. ولكنّ الجمهور بذكائه وحساسيته يستطيع التمييز.

كيف تقيّمين تجربتك الأولى في التمثيل مع المخرج محمد عزيزية؟
محمد عزيزية احتضنني منذ أول عمل لي وتعلّمت منه الكثير، كان أباً لي في كل الأحيان، وكسر عندي الكثير من حواجز الخوف والارتباك، مثلاً على يديه تعلّمت ركوب الخيل، وأدّيت مشاهد كانت في وقتها توصف بالجريئة، وعلّمني أنّ الفنان إن لم يكن جريئاً، فلن يستطيع أن يصلح خطأ واحداً لا في نفسه ولا فيمن حوله. أدين لعزيزية بالكثير لأنه آمن بي كممثلة عندما لم يكن يعرفني أحد.

العمل الذي أحسست فيه كفنانة ناضجة: هل هو "الكواسر"، "عمر الخيام"، أو غيرهما؟
بصراحة، ولا واحد، أكيد أنني تطوّرت كثيراً في "عمر الخيام" وكنت قد اكتسبت خبرة . لكن، إلى الآن، أقف أمام كل دور مثل الطفل الذي يقف لأول مرة أمام عدسة أو على خشبة المسرح. أنا أعشق المغامرة والتغيير وقلب المعايير، ومفاجأة نفسي قبل الآخرين، والنضج الذي ممكن أن أحصل عليه هو نضج تقني، أما التمثيل فهو بالنسبة إليّ فطرة لا أحب أن تدخلها التقنية، هناك أعمال لديّ أنضج من غيرها وأدوار أفضل من أخرى، وأنا أكيد طوّرت أشياء كثيرة بي، لكني لا زلت أحب أن أستمتع بأدواري وأن لا أطيل التفكير إلا قبل العمل.

أداؤك دور هند بنت عتبة في مسلسل "خالد بن الوليد" ماذا أضاف إليك بالرغم ممّا تحتويه هذه الشخصية من قوة وجبروت؟

صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر! صورة رقم 2

صبا: فوزي بجائزة
هو ليس شيئاً مطلقاً

هند بنت عتبة كانت تجربة مخيفة بالنسبة إليّ، ففكرة أنني سأقارن بعملاقتين مثل السيدة منى واصف والممثلة اليونانية إيرين باباز ليست بالشيء السهل، عدا أنّ الشخصية نفسها بمنتهى التعقيد، الشخصية فريدة، وكل لحظة من حياتها لحظة موصوفة في التاريخ الإسلامي. أتذكّر أنّ المخرج محمد عزيزية أصرّ على أن آكل كبد خروف نيئاً كان على التراب، وكنت على وشك الإغماء من الفكرة. ولكنني فعلتها تماماً مثلما أجبرني سنوات قبلها على ركوب الحصان. من الممتع جداً أن نستفزّ أنفسنا ونجازف بحدود راحتنا وأماننا لكي نجرّب كممثلين أحاسيس أخرى.

حصلت على المركز الأول عن فيلم "بنتين من مصر" في استفتاء أفضل ممثلة، كيف كانت ردة فعلك حينذاك؟ وهل استطعت بهذا الفيلم اقتحام السينما المصرية الزخمة بالنجوم؟
تفوّقي في استفتاء أو فوزي بجائزة هو ليس شيئاً مطلقاً، بمعنى أنني تفوّقت بدور، ولكن رحلة البحث بعد أي نجاح تصبح أصعب، وأنا لا أتذمّر، لقد اخترت الطريق الصعب منذ البداية وهذا طريق يناسبني، وما زال لديّ كل الوقت، فالممثل الحقيقي لا عمر له ولا عدد محدّداً لأعماله. أعتبر نفسي محظوظة جداً، لأنني ورغم تجربتي القصيرة نسبياً أنا ممثلة أردنية عملت بطولة 7 أفلام سينمائية بمعظم البلاد العربية وأحضّر لـ 3 أفلام عالمية، فليس للطموح حدود. الفيلم ورغم نجاحه أمام النقاد وجمهور السينما، للأسف، بدأ عرضه في الصالات يوم كأس العالم. وكان من المستحيل أن يأخذ وضعه الطبيعي، ومع ذلك حصد إعجاب كثيرين، وأنا ممتنة جداً وفخورة لأن هذه هي تجربتي الأولى في السينما المصرية مع محمد أمين وإسعاد يونس. والتجربة في مصر ما تزال في بدايتها، وما زلت أدرس أكثر من عرض وأعتقد أنني معروفة في مصر إلى حدّ ما من خلال الأعمال العربية الأخرى.

حدّثينا عن فيلم "مملكة النمل"؟
"مملكة النمل" يروي قصة كفاح فتاة فلسطينية تفقد زوجها بعد زفافهما في سجون الاحتلال لأعوام طويلة. وبعدها تفقد ابنها. كما يصوّر رحلة البحث عن حقنا في الحياة والموت أيضاً في أرضنا. الفيلم من كتابة خالد الطريفي وإخراج شوقي الماجري وإنتاج نجيب عياد، وهو حلم راودنا سنوات طويلة. ورؤيته قريباً، ما زالت واحدة من أحلامي، لقد كان تصوير "مملكة النمل" من أقسى تجاربي كممثلة وإنسانة وفتح أمامي ملايين الأسئلة على المستوى الإنساني والفني، وكان من أكثر التجارب التي علّمتني وعلّمت بي.

عمَ يتحدث دورك في مسلسلك المقبل "أبناء القلعة" للمخرج الأردني إياد الخزوز؟

صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر! صورة رقم 3

أقوم بالتحضير لأكثر من عمل
تلفزيوني للفترة المقبلة

ما زال مشروع "أبناء القلعة" قيد البحث ولم يقرر بشكل رسمي، لهذا السبب لا أستطيع إعطاء تصريح عنه.

قمت بأداء أدوار تاريخية عديدة. ومشكلة الأعمال التاريخية أنها غير موثّقة كاملة. وبعد عرضها تنتقد بشكل عنيف جداً. هل واجهتك هذه المشكلة في أعمالك التاريخية التي قدّمتها مسبقاً؟
طبعاً، يهاجم معظم الأعمال التاريخية لهذا السبب، ولكن من الصعب الحصول على رواية تاريخية دقيقة وحقيقية تماماً لأي مرحلة تاريخية، ولهذا يجب بعد البحث الطويل والجاد في أي عمل سيتمّ تناوله، أن نختار روايتنا، فهل سيكون طرحنا مثلاً مبنياً على روايات المؤرخين، المستشرقين، أم على ترجمات معينة، أو على روايات مؤرخي الإسلام؟ إذا اخترنا مرجعيتنا وكنا أمناءً معها، برأيي سيكون طرحنا للتاريخ فيه وجهة نظر تحترم، بالإضافة طبعاً أن الفنان من حقه أن يعيد سرد الرواية بشكل فني، وإلا لما خرجت أي قصة من كتاب التاريخ، وإذا كان التاريخ عبرة للأجيال فلمَ لا تنفض عنه الغبار ويمنح فرصة التشخيص؟

آخر أعمالك؟
أقوم بالتحضير لأكثر من عمل تلفزيوني للفترة المقبلة وبقراءة بعض النصوص، بالإضافة إلى بطولة سلسلة أفلام هاميلتون.

كلمة أخيرة لمحبي صبا؟
كل الحب والتقدير والشكر على حرصهم ومتابعتهم، وأخصّ كل واحد في غروب "فيسبوك" بامتناني ومحبتي وتقديري للمجهود الكبير الذي يبذلونه وفي المنتديات الرسمية أيضاً، ومرة أخرى أقول لهم إنهم صخرة أتعلّق بها كلما أحسست أنني أفقد الدافع، وأن حبهم لي جعل عائلتي أكبر وأن بودّي بالفعل أن أذكر أسماءهم كلهم هنا، ولكن أسماءهم جميعاً معي دائماً وأحبهم كثيراً. (سيدتي).

صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر! صورة رقم 4

صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر! صورة رقم 5

صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر! صورة رقم 6

صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر! صورة رقم 7

صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر! صورة رقم 8

صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر! صورة رقم 9

صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر! صورة رقم 10

صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر! صورة رقم 11

صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر! صورة رقم 12

صبا مبارك: اقف امام الكاميرا كطفل وحب الناس جعل عائلتي اكبر! صورة رقم 13