مسلسلات رمضان
اغنية "ضد العنف" للفنان محمد اسكندر تثير الجدل بعنصريتها!
31/03/2012

الرياح التي اشتهاها هذه المرة الفنان محمد اسكندر جرت عكس سفينة الجدل الذي يبحث، فجاءت أغنيته الجديدة "ضد العنف" كماء الربيع لا لون لها ولا طعم. ولن نوجه أصابع اللوم إلى الفنان محمد اسكندر، بقدر ما سنضع كاتب الأغنية الشاعر فارس اسكندر تحت مجهرنا، إيماناً منا بحقنا المهني البحت في التصويب وتسليط الضوء على الخطأ وجل من لا يخطئ. والنقد الذي سيتم نشره، موجه للعمل الفني الجديد بصرف النظر عن شخص الشاعر الفارس فارس اسكندر.

هل بات العنف وسيلة تقي من سمات الأنوثة؟

اغنية

لا تخافي ولا تزعلي ولا تصيبك الصدمي

سنستعرض من خلال نقدنا هذا كل مقاطع أغنية "ضد العنف". فجاء في مطلعها: قتلو حالن نترك بعض / وإنتي بقلبي تختك / قالو بفرض رأيي فرض وبالغيري دوختك/ بدن عاشق ضد العنف يطلع متل اختك/ يجمعلك منظر الشاب وحركات الصبيه".

هذا المقطع الذي يحمل العديد من الجمل الإفتراضية يضعنا أمام جريمة بكل ما للكلمة من معنى. فهو يحضّ على اتسام الرجل بالعنف كي لا يصبح الحبيب بمثابة شقيقة لحبيبته، بحيث يجمع في مظهره الخارجي معالم الذكورة وحركات الصبية. إذاً شاعرنا جعل من العنف وسيلة تقي الرجل من مظاهر الأنوثة. ألا يكفينا عنفاً طيلة 30 سنة، كانت كفيلة في بقائنا على حافة دول عالم الثالث؟ فالعنف لا يولد إلا العنف والقتل والدمار النفسي والكبت والعقد النفسية.

مرض النعومية
أما المقطع الثاني فقد جاء فيه:" لا تخافي ولا تزعلي ولا تصيبك الصدمي / من دون غيري ومرجلي الصبايا بأزمي / من يوم ما وقفوا وبالعسكر الخدمي / نص الشباب ابتلو بمرض النعومية".

لن نخالفك الرأي ونقول عكس ذلك، فالغيرة مطلوبة بين الحبيبين شرط أن لا تبلغ حدّها المرضي، أما بالنسبة إلى "المرجلة" يفضل ان تمارس وفق ظروف معينة وعلى من هم أهل بها وليس على كائن رقيق يفترض معاملتها برقي واحترام. أما المصيبة الكبرى والإستفزاز الذي يبلغ أوجه فهو إلصاق صفة النعومة بنصف رجال البلد بعد ان أوقفوا خدمة العلم التي اعتبرها الشاعر مقياساً للرجولة واستعراض العضلات.

اغنية

لا تغنجي الصبي متل الورد الجوري

هذا الكلام المهين لنصف رجال البلد لا يمكننا السكوت عنه، بل يفرض على الشاعر الاعتذار من هؤلاء الذين حكم عليهم بعنصرية وقحة وفجة. فالحري بالشاعر ان يجري بحثاً مطولاً قبل الإقدام على خطوة كتابة أغنية إجتماعية تتطرق إلى ما أسماه "بمرض النعومية"، نظراً إلى مدى تأثير تلك الأغنيات في عقول المستمعين. فمرض النعومية الذي يتحدث عنه الشاعر ليس بمرض على الإطلاق حسب العديد من الأبحاث في علم النفس. وكان يفترض بفارس أن يستشير اختصاصي في علم النفس كي يضعه في صورة بدعته "مرض النعومية" ليكون على بيّنة بأدق التفاصيل قبل ان يكتب أغنية، ونحن على يقين بدماثة خلق الشاعر القابل للإستيعاب.

زعورية وزكرتوية
سننتقل مباشرة إلى المقطع الأخير من الأغنية والذي جاء فيه: "لا تغنجي الصبي متل الورد الجوري / لما بيغلط حاسبيه والقسوي ضروري / خليه يطلع أبضاي وزكرتي وزعوري/ أحسن ما يطلع زلمي 50%".

فجأة يختلط الحابل بالنابل، ليناشد اسكندر السيدات بضرورة تجنّب الدلال أو حتى الإفراط به مع ابنائنا الذكور. ويدعوهن إلى محاسبته في حال الخطأ مشدداً على أهمية القسوة، غير آبه بأضرار اعتماد القسوة في تربية الأولاد، وما ينجم عنها من أمراض نفسية جمة تؤثر على شخصياتهم في المستقبل، ما ينعكس سلباً على بناء المجتمعات التي تشهد ازمة وتنزف بقوة من شدة الأمراض التي تعانيها جراء الحروب التي توالت علينا والقسوة المعتمدة في التربية. وبمزيد من الأسف ننعي الجملة الأخيرة التي وردت في أغنيته والتي يطالب فيها بأن نخّرج ابناء "زعورية وزكرتوية"، كي لا يفتقدوا 50 في المئة من سمات الرجولة. الا يكفينا "زعران" في البلد، وبسبب وجودهم فسد البلد ومواده ومؤسساته. هل هذا ما يطمح إليه؟ (النشرة)

اغنية

اغنية

اغنية

اغنية

اغنية