مسلسلات رمضان
تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر
08/04/2012

تقلا شمعون ممثلة من اهم الممثلات التي جذبت المشاهد اللبناني والعربي، تعرف كيف تقتبس الدور وتحاكي أحاسيسنا، وجميلة من الداخل والخارج. تقلا كان لها مشاركة كبيرة على المسرح مع الاستاذ شكيب خوري وتركت بصمة مهمة. مثلت في عشرات المسلسلات وعشقنا كافة أدوارها في "سيناريو"، "جبران"، "مالح يا بحر"، الى بدرية في "باب ادريس"، وصولاً الى عليا في "روبي"، الدور الملفت الذي جعلها نجمة المسلسل وأصبح الناس ينتظرونها فصارت "عليا" أي تقلا شمعون في مسلسل "روبي" المثال الاعلى للجميع.

كيف عرض عليك دور "عليا" في مسلسل "روبي"، ولماذا وافقت عليه؟

تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر صورة رقم 1

تقلا شمعون المثال الاعلى
للجميع في مسلسل "روبي"

اتصلت بي الـ"Casting Director"، وقالت لي هناك مخرج سوري يريد ان يراك ويتعرف عليك أكثر لأنه هناك عمل في لبنان، وهذا ما حصل، قابلت المخرج رامي حنا وأذكر انني شعرت من الجلسة الأولى بيننا أن رامي ينتمي الى نفس المدرسة التي أنتمي لها.

أي مدرسة تقصدين، شكيب خوري؟
نعم. فنحن حاصلين على دبلوم دراسات عليا في الاخراج والتمثيل، فهو في الأساس ممثل، ولكنه طور أدواته كمخرج وطور أيضاً معرفته في الاخراج التلفزيوني، فشعرت أنه يشبهني كثيراً من خلال الاحاديث التي تبادلناها، وكان معجبا جداً بالأسلوب الاخراجي لمسلسل "الجامعة" الذي قام بإخراجه هاني خليفة وعرض على الـ"ام بي سي" وكان رامي معجبا بأداء الممثلين أيضاً. كانت جلستنا أشبه بجلسة زملاء عمل يتكلمون بهموم فنية ولم أشعر أبداً أنه ينتمي لبلد آخر بعيد، فكانت جلسة جميلة جداً، وقال لي سوف يعطوكي النص لتطلعي عليه ونريد رأيك في حال احببت الدور سوف تقومين بدور عليا ام لابنتين اعمارهما تتراورح بين 20 و 22 سنة، فقلت له الاعمار تناسبني، وكما تعلمين عندما نصل الى عمر نأخذ فيه دور الام نخاف ونقول "معقول يكون دور الام كبيرة بالعمر ودور مهمش ليس لديها حكاية أو قصة في المسلسل، قرأت النص بحذر شديد وعندها قلت "واو شو هالام هيدي" فشعرت ان عليا هي البطلة.

هل عليا هي البطلة؟
فعلاً بطلة بمعنى أنها تحمل قيما لهذه الدرجة وتدافع عن خصائص مهمة ننتمي اليها، وهي ضحّت، ولديها مواقف بطولية بالاضافة الى الشهامة التي تتحلى بها، فأحببت كثيراً المواقف الدرامية التي لديها والتي أستطيع من خلالها أن اظهر قدراتي كممثلة. عندها بقي لي أن أعرف من من الممثلات ستأخذن دور بنتي، ولكني لم أحب أن يكون فارق العمر بيننا عقبة لأرفض العمل بعد أن وافقت عليه. فالمهم الحضور والاداء والاحساس الداخلي الذي يكون لدي، ورفضت ان يظهر الشيب في شعري. فبرأيي الخاص لم يبق احد يظهر الشيب في هذا الزمن، ويكفي أنني أشعر بعمق الشخصية ولا شعورياً جسدي سوف يتحرك ويتصرف ويتفاعل بطريقة تشبه شعور الامومة الذي بداخلي.

شعور الامومة الذي بداخلك ممن أخذته، وهل دور عليا هو دور أمك في الحياة؟

تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر صورة رقم 2

"والدتي كانت مصدر الوحي لي"

فعلاً والدتي كانت مصدر الوحي لي، فعندما درست مقومات وخصائص شخصية علياء هذه الام المضحية والتي ندرت حياتها لبناتها، والام التي هي "أم الحي" بإعتراف الجميع، لدرجة أنه عندما كانت الكاتبة كلوديا مارشيليان تكلمني عن الشخصية قالت لي، بقدر ما ان شخصية عليا مهمة بالنسبة لي ككاتبة عندما أكتب لا أقول شارع بيت عليا بل أقول شارع عليا فقمت بتسمية شارع بإسمها ولهذه الدرجة الشخصية تعنيها لكلوديا. فعندما رأيت عليا ام كل الشارع وكل من لديه مشكلة يذهب اليها ويطلب منها النصيحة أيضاً وتحب الجميع وكل الحي "يحلف بحياتها ويراها ست الستات"، لذلك أرى أنه فيها الكثير من والدتي التي كانت خورية الضيعة وتزوجت كاهن الراعية فكانت هذه الخورية أم الكل بحكم رسالتها، فهي كانت تعتبر انها كونها خورية يجب ان تكون ام الرعية وهي فعلا لعبت هذا الدور كما يجب، ومن المؤكد أن والدتي كانت مصدر الوحي لدي فأنا ذهبت عندها وأخذت منها لدرجة انني أتلقى التهاني من ناس يعرفون والدتي ويقولون لي انت تلعبين دور والدتك وهو بالفعل "Hommage" أي تكريم لوالدتي.

دور عليا الذي أحببناه نال نجومية اكبر من أدوار سيرين عبد النور، أمير كرارة، مكسيم خليل، وديامان بوعبود، مع العلم أنهم أبطال ولكننا وجدنا ان عليا هي البطلة واصبحنا ننتظرها، برأيك ما الذي ميز هذا الدور؟
اذا كنت انظر من خلال انانيتي كممثلة فهذا الكلام يسعدني طبعا، ولكن في الوقت نفسه أنا أحب أن ارد الحق لأصحابه، فأنا صاحبة حق واقول انهم هم الابطال فهم الذين أدوا الدور البارز.

لأنك طبيعية ربما وغير متصنعة؟
ربما شكل هذا عاملا أساسيا، هناك شيء قاله لي زوجي في احدى المرات وهو مخرج واستاذ جامعي بمادة الاخراج والمخرج يكون يعلم التمثيل اساسا، فيقول لي "يا تقلا اتعلمين من لا يمكنه أن يمثل؟ من يعيش حياته وهو يمثل"، ويضيف "انسي موهبتك ودراستك وكل المحترفات التي تقومين بها والكتب التي تقرئينها عن التمثيل فأنت ناجحة لأنك في حياتك طبيعية جداً". وأنا أقول يا رب ساعدني رغم كل الانظار التي تكون حولي، لا شعورياً عندما تسيرين يراقبون ماذا ترتدين وما نوع الحقيبة التي احملها ان كانت "سينيه" او لا، وذلك لأنهم يعتقدون ان الممثل جاء من كوكب آخر. وقد يدخل هذا الامر الممثل في لعبة "الشو أوف". أنا أحاول قدر الامكان أن لا أدخل في هذه اللعبة وأشعر أنني ممثلة ولكني انسانة عادية.

يعني أنك لن تصابي بالغرور؟
الممثلة نهلة داوود التي أحبها قالت لبناتها في احدى المقابلات "لا يعني اذا كنا انا واباكم ممثلين، اننا مميزين عن غيرنا. لا فهذه هي مهنتنا كما هناك نجار وحداد حكيم ومهندس" وأحببت هذه الجملة جدا.

أنا أشعر ان تقلا عندما تمر أمام المرآة ترى داخلها ولا ترى ماكياجها الخارجي وأصلاً ماكياجك بسيط، هل هذا ما يميز عليا عن غيرها؟
هذا عنصر أساسي وانا ادعو كل الممثلات اللواتي يخضن غمار التمثيل ليعلموا أن الشكل ليس وحده الذي يبقى.

تقلا شمعون التي مثلت دور عليا هل يمكن ان نراك بدور شريرة؟

تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر صورة رقم 3

"لا أعرف ان كانت عليا فشلت
في تربيتها لروبي أو لا"

السؤال جميل جداً، ومحبة الناس جميلة. عندما كنت في فترة الخطوبة كنت قد مثلت في "من برسومي"، والناس كلهم أحبوني في المسلسل لأنني كنت أقوم بدور شخصية طيبة ومناضلة والناس تعاطفت معها، ومن بعده لعبت دور مدام كارمن في مسلسل "غدا يوم اخر" وهي الشريرة الوصولية فقال لي زوجي كيف تلعبين هذا الدور بعد "من برسومي" وقلت له: أنا ممثلة ويجب علي ان العب كافة الادوار فأجابني "يا تقلا بدأ الناس يتماهون معك في هذا الدور ، دور البطولة، لأن البطولة دائماً هي للأدوار الجيدة ولا لن يتماهوا معك في الشر. هذا يجعلني أطرح السؤال بيني وبين نفسي، هل يا ترى بعدما تماهى معي المشاهد الى أقصى الحدود من خلال شخصية عليا "رح ينفقسوا (يخيب ظنهم) عندما يروني في دور شريرة ويكرهونني"؟؟ وهذا سؤال عليه علامة الاستفهام كبيرة جدا ولا اجد له اجابة حتى الآن.

هل وجدت عليا الام في العمل نفسها فاشلة مع ابنتها روبي، ام روبي لم تتلق تربية والدتها؟
هي عليا سوف تستمر بطرح هذا السؤال حتى النهاية فتقول ابنتي كانت تصرخ لي طوال الوقت ولم اكن اسمع صوتها وتلوم نفسها كأم، والام المثالية تكون هكذا، ان اخطا ابنها لا تعايره، بل تبحث اين اخطأت في تربيته لذلك لا أعرف ان كانت عليا فشلت في تربيتها لروبي أو لا. ويمكننا ان نفهم أنها أخذت الكثير من والدها، الذي تزوج زواجا ثانيا ولم يعترف بزوجته الثانية فكان جبانا وانانيا ويريد كل شيء لنفسه وربما هذا هو السبب، أو كما اقول "البطن بستان يخلق منه أشخاص كثيرون" عليا تسعى وتستمر بسعيها للحظة الاخيرة ولم تساوم مرة، ولكن في النهاية الاهل لا يتمكنون من صنع المعجزات دائما بل عليهم أن يرموا الكلمة الصالحة كما قال يسوع" أنا برمي الكلمة بالبور أو على الصخر أو بين الشوك ويخنقها الشوك وعندما تأتي في ارض صالحة بتطلع وبتثمر" وأعتقد ان هذا هو وضع عليا مع روبي.

هل يوجد عليا في الحياة؟
بداية أعتذر عن صراحتي، فأطرح علامة استفهام هذه صورة الام التي تربى جيلنا عليها، كانت لا تعمل وتكرس حياتها في المنزل لتربي اولادها وكان لديها نوع من اكتفاء ذاتي بأن الله انعم علي بهذا المقدار، فاشتري فستانين في السنة فقط، وهذا ما يمكنني أن أقدمه لبناتي واولادي. اليوم المجتمع الاستهلاكي يجتاحنا بقوة فأصبح العامل المادي وعامل المقتنيات هو الطاغي علينا فيجبر الام أن تبقى كل النهار خارج منزلها حتى تقوم بتأمين المال لتدفعهم للخادمة أو الحاضنة وهي تقضي معظم وقتها بعيدة عن اولادها الذين يتربّون هنا وهناك، لذلك أقول سوف نخسر عليا.

في المؤتمر الصحافي لإطلاق "روبي" قال صحافي من الامارات كيف لنا ان نعرض على شاشاتنا مسلسلا لبناني الى هذا الحد ويختلف عن مجتمعاتنا، ولكن لماذا برأيك أخذوا هذه الفكرة السيئة عنا؟
ربما هم أرادوا لنا هذا الدور، وانا هنا لا ألومهم، ولكن لا يمكن ان يطلبوا منا ان نقدم لهم هذا الشيء ويقولون لنا بعدها أنتم هكذا. عندما قامت هيفا ببرنامج رياضي صباحي وارتدت الشورت كانوا يقومون بتصويرها بطريقة فيها ايحاءات، ولكنهم فرحوا ولم ينتقدوا هذه البرامج. وهناك برامج "التوك شو" أو البرامج الفنية التي كانت تستعين بالفتيات الراقصات وثيابهن المثيرة نحن نأخذها بطريقة عادية لأنها ترقص فالنسبة لثقافتنا هذا ليس خطأ فهي تقوم بنوع من الفن. نحن لم نكن نعي فرق الحضارات والثقافات وكان علينا ان نعلم كيف ينظرون الى هذا الشيء كي لا يفهم خطأ عن البنات اللبنانيات وفعلا تشوهت صورة البنت اللبنانية في مرحلة معينة. ولنكن واضحين هم لم يقصدوا أن يشوهونا ولكن هناك فرق في الحضارات. في لبنان اذا التقيت بفتاة في الشارع ترتدي "القصير" تكون القصة عادية ولكن في دول الخليج يجب ان تخرجي وأنت تضعين الحجاب لذلك لا يمكنك ان تدعيهم يروا هذه الاشياء على الشاشة، فهم لا يتقبلون هذه الاشياء ونحن "ننشمس" اكثر لأننا عرب ولسنا أوروبيين أو اميركيين. (النشرة).

تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر صورة رقم 4

تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر صورة رقم 5

تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر صورة رقم 6

تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر صورة رقم 7

تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر صورة رقم 8

تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر صورة رقم 9

تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر صورة رقم 10

تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر صورة رقم 11

تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر صورة رقم 12

تقلا: شعور الامومة اكتسبته من امي وانا عادية لم آتي من كوكب اخر صورة رقم 13