عرفه الجمهور المصري من خلال مسلسل "الأمين والمأمون"، وبعدها كانت انطلاقته الكبرى حيث استعان به صناع الدراما في مصر في أعمال سينمائية وتليفزيونية، أثبت من خلالها جدارته، وموهبته القادرة على التلون في كافة الأدوار. إياد نصار الممثل الأردني الذي بدأ حياته مدرسا للإبتدائية، وبعدها خاض مجال التمثيل والإخراج، حتى أصبح الآن نجما ويعتبر وجود اسمه مسجلا على تيتر أي عمل فني علامة مميزة على الجودة، ودليلا قاطعا على تميز الأداء. خطا إياد نصار أخيرا خطوة جديدة في مشواره الفني من خلال فيلمه المعروض حاليا " ساعة ونص " الذي يضم عددا كبيرا جدا من النجوم، وقد حقق الفيلم ايرادات كبيرة فور عرضه، وهو يخص " النشرة " بهذا الحوار الذي يتحدث فيه عن الفيلم وأجواء تصويره، وعن رؤيته لدوره الجديد.

بداية لفيلم "ساعة ونص" ظروف كتابة وانتاج وتصوير خاصة جدا، فالعمل كان من المقرر أن يخرجه محمد علي ثم تم اسناده لوائل احسان، كذلك كان من المفترض ان يصور ويعرض قبل انطلاق ثورة 25 يناير، ولكننا لم نره في دور العرض الا منذ اسابيع قليلة.. حدثنا عن كل تلك التفاصيل؟

اياد: دور بائع الكتب جديد علي

نحن بدأنا تصوير الفيلم مباشرة بعد ثورة 25 يناير، وفيما يتعلق بالتفاصيل التي صاحبت الفكرة منذ بداية تنفيذها فهذا شيئ طبيعي ويحدث في كل الافلام، فمعظم الترشحات الخاصة بالأبطال كانت موجودة منذ البداية، وتم اجراء بعض التعديلات عليها. ما أعلمه هو أن محمد علي كان متحمسا جدا لإخراج الفيلم لكنه انشغل بتصوير مسلسله الدرامي، وعموما تسلمت سيناريو الفيلم بشكل كامل قبل عامين تقريبا، وقد أعجبت به للغاية، لكن بالطبع حدثت تعطيلات كثيرة بسبب اندلاع المظاهرات ولم نتمكن من بدء تصوير المشاهد الأولى للفيلم إلا بعد الثورة وتنحي مبارك، فقد كنا من أولى الأفلام التي استأنفت العمل مباشرة، وهو شيئ أفادنا كثيرا، لكن بالمقابل نحن لانتحكم في ظروف العرض، فهذه أمور تتحكم فيها الشركة المنتجة، والموزعة، ويتم تحديدها نتيجة لحسابات السوق، وبالنالي فقد تأجل عرض الفيلم خلال أكثر من موسم سينمائي نتيجة لارتباك الخريطة في مصر بفعل الظروف الأخيرة، لكنه أخيرا أبصر النور، وأعتقد أن الجمهور أعجبته التجربة وكذلك النقاد، وهذا أمر شجعني كثيرا.

لكن هذا يثير نقطة أساسية أخرى، تتعلق بمدى الالتزام بالنص الذي كتب منذ عامين خصوصا وأنه انتهى قبل الثورة بعدة اشهر، فمتغيرات كثيرة حدثت كان يمكن الاستفادة منها مثل ارتفاع هامش الحرية؟
الحقيقة أن أجمل ما في حدوتة الفيلم، هو انها تصلح لكل الأزمان والأوقات، وما أعلمه هو أن السيناريست أحمد عبد الله لم يغير حرفا واحدا في سيناريو الفيلم منذ كتابته، خصوصا وأن كارثة قطار الصعيد كارثة موثقة ومعروفة، بخلاف ذلك فالحكايات الانسانية التي يمتلئ بها الفيلم وتنسج قصصا لأبطاله، هي حكايات مازالت موجودة لأنها تتعلق بمعاناة الإنسان التي لم تتغير سواء قبل الثورة أو بعدها، فلازال من المبكر أن تنقلب الاوضاع الى الأفضل بشكل سريع، كما انه طوال الوقت سوف يبقى هناك اناس يعانون من الهموم.

كيف حضرت لشخصية بائع الكتب الغرامية في القطار التي قدمتها في الفيلم، خصوصا وأنها مهنة مصرية للغاية، وانت اردني النوعية، فكيف حفظت تفاصيل شخصية هذا البائع، وكيف نجحت في اتقان الطريقة التي يتكلم بها بشكل فاجأ الجمهور والنقاد على السواء؟

"أصبحت مقيما بمصر"

بالنسبة لي أعتقد أن هذا الدور جديد تماما علي، واعتبرته تحديا حقيقيا لي، فقد خرجت به من نمطية الأدوار، فانا أقدم شخصية رجل فقير يدعى عز، يقوم ببيع كتب في القطار المتجه إلى الصعيد، ويهتم كثيرا ببيع الكتب التي تحتوي على رسائل حب بين العشاق، وذلك رغم أنه حصل على مؤهل عالي وكان له نشاط سياسي حين كان يدرس بالجامعة. هي شخصية معقدة ومليئة بالتناقضات، لذا في البداية بدأت أولا بدراسة الشخصية بشكل جيد جدا، وعموما الشخصية واقعية جدا، وقابلت مثلها كثيرا في الشارع المصري. وبعد العمل على التركيبة النفسية الداخلية للشخصية،بدأت في البحث عن مظهرها، واختيار طريقة محددة للتحدث بها، وهنا ذهبت الي اماكن تجمع بائعي الباصات والمترو والقطارات، وتحدثت معهم بشكل مطول، كذلك كنت أنتظر الوقوف بسيارتي في اشارات المرور لأتحدث مع من يبيعون في الاشارات والتقط منهم طريقة حديثهم وتعاملهم مع الزبائن، وبذلك استطعت الالمام بتفاصيل الشخصية، حتى أن النتيجة كنت راضيا عنها تماما، وذلك رغم خوفي الشديد في البداية، حيث لم أكن أتخيل نفسي يوما أن أجسد مثل هذا الدور، لكنني أشكر المخرج والمنتج والمؤلف الذين اختاروني لهذه الشخصية التي اعتبرها تحولا في مسيرتي، كما أن الفيلم يعتبر تجربة لا تنسى بالنسبة لي.

هل هناك مشهد بعينه أشعرك بالقلق عند قراءتك للسيناريو ؟ خصوصا وأنه بالرغم من قلة عدد مشاهد كل بطل من أبطال الفيلم، إلا أن لكل منهم مشهد محوي مميز، يعتبر نقطة تحول بينه وبين من يشاهد الفيلم، فما هو المشهد الذي اعتربته صعبا؟
أنا اتفق مع وجهة النظر هذه، وأريد أن أؤكد أن هذا الفيلم يعتبر من افلام البطولة الجماعية المميزة للغاية، وكل من به من النجوم ومع ذلك لم يعترض أحد على مساحة دوره، أو على ترتيب اسمه على التيتر او طريقة وضع صورته على الافيش، فقصة الفيلم هي البطل. فيما يتعلق بالمشاهد بالفعل لكل ممثل مشهد من هذا النوع، أنا مثلا كنت خائفا جدا من المشهد الذي كنت أبكي فيه مع كريمة مختار وهي احدى ركاب القطار، فرغم ان البعض يتصور انه بسيط للغاية، لكن الحقيقة انني كنت ادرك تماما ان هذا هو المشهد الفارق لأنه لايوجد فيه استعراضات تمثيلية بقدر ما فيه قدر عال من الانسانيات يجب أن تظهر بشكل واضح، حيث بكيت عندما اخبرتني انها تلوم نفسها لانها طلبت من ابنها ان يحضر لها دواء السكري الخاص بها، وبعدها قرر ان يدخلها دار للرعاية المسنين ويتركها وحيدة في شيخوختها، هو مشهد جعلني اندمج في الدور واتأثر للغاية، وقد تمت اعادته اربع مرات ليؤخذ من زوايا عدة، وقد احببته كثيرا.