مسلسلات رمضان
فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين
27/12/2012

فطوم حيص بيص... الوجه الملائكي الذي شع نورا في السبعينيات والثمانينيات عبر الشاشة الصغيرة.. فملأت الدنيا وشغلت الناس مع غوار الطوشي، الذي أشبعها مقالب وفصول ناقصة هي وحبيبها الراحل حسني البورزان، وزوجها الحقيقي ياسين بقوش. حديث ملؤه الذاكرة الطيبة والمقارنة مع الواقع اليوم، مع نجمة بحجم وقيمة صاحبة فندق صح النوم...حديث تطل فيه بموقفها السياسي الذي تعبر عنه وتؤكد أنه ليس موقفا بل هو تعبير عن شعور ما ينتابها. اليكم هذا الحوار الدافىء مع نجاح حفيظ.

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 1

حفيظ: نجاح حفيظ لم تتغير بنظرتها
للعمل وبنظرتها للدراما

أين هي نجاح حفيظ اليوم؟
اليوم، أنا هنا، في بلدي، في بيتي، في مهنتي، في التمثيل، في الدراما السورية، في الشاشة التي قدمتني للناس قبل 45 عاما، فعرفني الناس من خلالها، وعرفت الناس... أنا في المكان نفسه الذي كنت أُسأل عنه قبل عقود فأقدم نفس الإجابة.

هذا يعني أنه لم يتغير شيء على نجح حفيظ منذ عقود وحتى الآن؟
هناك تغييرات حصلت، ليس على نجاح حفيظ، بل على الدراما ككل، وحين يضرب التغيير مكانا ما فإنه سيطال شخوص هذا المكان بشكل مباشر أو غير مباشر. بالطبع تغيرت أشياء كثيرة، لكن نجاح حفيظ لم تتغير بنظرتها للعمل، بنظرتها للدراما، بنظرتها للجمهور.. بل هي تسعى دائما للعودة عقودا للوراء لتستعيد ذاكرتها عن حاجة الناس من الفن، لتقدم الجديد وكأنها تقف أمام الكاميرا أول مرة.

ماذا بقي اليوم من (فطوم حيص بيص)... نحن في هذا الزمن سيدتي؟
بقيت فطوم حيص بيص، وبقي معها غوار الطوشي، وبقي ياسين بقوش، وبقي أبو عنتر (رحمه الله) وبقي بدري بك أبو كلبشة (رحمه الله، وبقي حسني البورزان (رحمه الله) .. بقينا جميعنا، ولم نختفِ، وذلك لأن ما قدمناه للجمهور العربي، لا يمكن أن يتكرر.. لا يتكرر، ليس عجزا عن التكرار من قبل مبدعين آخرين، لكنه لن يتكرر، لأنه مضى الآن ثلاثون عاما من التجارب في العالم العربي، وكلها نجحت في تقديم أشياء جديدة ، لكنها لم تستطع أن تشبه ما كنا نقدمه في ذلك الحين... نحن توجّهنا، عبر الشاشة، إلى ألم المواطن العربي، عبر الكوميديا، لا لنشعله، بل، فقط، لنوقظه.. لنقول له: عليك بالاستفاقة من سباتك العميق.

يعني بإمكاننا أن نعتبر فرقتكم الرهيبة تلك حركة إصلاحية لا ثورية.. هل هذا أقرب للدقة؟
نعم بالإمكان اعتبار ذلك دقيقا، فنحن كنا نسعى طوال تلك الفترة لنقول للمواطن العربي، بأن نومك يؤدي إلى نوم أمتك.. لا يكفي أن تستفيق السياسة لنحرر الإنسان، بل يجب أن يستفيق الإنسان لتحرير نفسه. في تلك المرحلة، كانت الأنظمة ما تزال مقبولة لدى شعوبها، وبالتالي، لا حاجة لتحريض الناس ضد السلطة، بل كان المهم أن ينهض تجاه القضية الأكبر والأعظم في حينها وهي قضية الأرض. وفرقتنا (كما أسميتها أنت)، قدمت الكثير في هذا الجانب وذلك من خلال الرمزية، إن كان في صح النوم، أو في حمام الهنا.

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 2

نجاح: الدراما السورية جيدة
وأحيانا تبلغ درجة الممتاز

لكن ألا ترين أن الناس في تلك المرحلة ( السبعينات) لم يكونوا يجيدون فهم الصورة الغامضة، وبالتالي، فهمكم النخبويون فقط؟
لا أعتقد ذلك، فالناس كانت تعرف أن في كل حلقة، وأحيانا في كل مشهد، كان هناك حركة نحو إيقاظ شعور الإنسان على كافة الصعد.. النفسية، الإنسانية، الوطنية.. ومسألة الحقوق...كنا، إذا مشينا في شارع في تلك الفترة، نتعرض لأسئلة من الناس البسطاء تنمّ عن فهم ووعي منهم لما شاهدوه عبر الشاشة، وكنا نخلص إلى أن المعنى قد وصل بحرفيته.

ابتعدت عن الكوميديا تماما وأنت من عرّابيه في سورية والعالم العربي.. كيف رأيت الحركة الدرامية السورية بعد جيلكم؟
جيدة وأحيانا تبلغ درجة الممتاز... الكوميديا، آخر عشر سنوات تحديدا، استفادت من الانفتاح الذي حصل، من وسائل الإعلام الحديثة، من وسائط الاتصال، من التكنولوجيا.. استفادت من شعور المواطن السوري والعربي بأن كل شيء بات مفتوحا على الأفق.أحيانا، ترى الكوميديا وقد بلغت مرحلة التناول المباشر للقضايا، وبشكل يشعرك، أحيانا، بأنك تشاهد مسلسلا مصنوعا في هوليود وليس في سورية. كل ذلك تم بفضل تطور العصر وأدواته وتفكير شخوصه.

لأسألك إذاً... لو كانت تلك الوسائل والأدوات موجودة في عصركم والانفتاح قائما.. ماذا كنتم ستفعلون أنت وغوار وأبو عنتر وحسني وياسين وأبو كلبشة؟
كنا سنقلب أنظمة الحكم من بلاد العرب إلى واشنطن...بالتأكيد كنا سنفعل الكثير، وكنا سنرتقي فيما قدمناه، فالفكرة مخدومة من أكثر من وسيلة وأكثر من وسيطة، وأكثر من أداة...وبالتالي، يكون العمل على الفكرة فقط، وبتمهّل كبير.بينما في عصرنا، كنا نعمل على عامل الوقت، ونخشى أن نخطئ في مشهد فنعيد مشاهد المسلسل من البداية، لذلك كانت تضيع بعض الأفكار لصالح الحذر من الخطأ .. لم يكن المونتاج مثلا قد جاء إلى بلادنا.

تعملين في الدراما السورية، لكن، لنعترف بأن عطاء (فطوم حيص بيص)، ليس كعطائها أيام الكوميديا؟

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 3

"بشار الأسد رجل مواقفه عظيمة"

هناك عوامل كثيرة تحكم هذا الأمر وبعضها يتعلق بالسن، فمثلا، يعرض عليّ، كل عام، مجموعة من الأدوار المهمة في مسلسلات ذات قيمة كبيرة، وبخاصة مسلسلات البيئة الشامية، لكني، على الدوام، وللأسف، أعتذر عن المشاركة، لضيق الوقت حينا، ولتضارب مواعيد التصوير مع مواعيد الحياة حينا آخر، ولصعوبة تأدية الأدوار وأنا في سن متقدمة حينا ثالثا ... لذلك، تراني أوافق على ما يتماشى مع ظروفي ومع قناعاتي، ولست هنا أتهم أي طرف بالتقصير معي بشيء، بل العكس هو الصحيح.. الكل معي، والكل يحبونني، وأنا مع الكل وأحب الكل دون استثناء.

أخبرتني سابقا أنك تقرئين ثلاثة نصوص للموسم المقبل.. ماذا عنها؟
حين أقرأ ثلاثة نصوص، فهذا لا يعني أنني سأشارك في ثلاثة مسلسلات، بل أقرأ لأنتقي، فربما أشارك بعمل أو بعملين، وربما بالثلاثة، وربما لا أشارك بأي مسلسل... وقد يأتيني عرض آخر وأوافق عليه غير العروض التي بيدي.الآن أقرأ نصوصا لمسلسلين بيئيين شاميين، ومسلسل اجتماعي، والأفكار رائعة وتستهويني، ولا يمكنني، مبدئيا، أن أقول سوى أنني أعد جمهوري الحبيب بالظهور في الدراما السورية في الموسم المقبل.

سؤال أريد عليه جوابا صريحا.. أين تقف نجاح حفيظ بقامتها الفنية العالية والتاريخية، مما يجري في سورية اليوم؟
بصراحة، عندما كنا في السبعينات والثمانينات، ولم يكن هناك انقسام، لم نكن نقول رأينا، وذلك لأننا ملْكٌ للشعب، وليس الشعب ملك لنا، وكذلك، كنا نرى السلطة راعية للجميع وراعية لنا.. نتفق مع السلطة بكثير من الأمور، ونختلف معها بكثير من الأمور... لكن، أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين، فهذا غير جائز... فليس من حق نجاح حفيظ أن تطالب السلطة بالرحيل، وليس من حقها أن تقول للشعب الثائر: انتم على خطأ، وليس من حقها أن تبارك موقف الموالين...نحن ملك للجميع وليس تلك الأطراف ملكا لنا. انا أقف مع صلاح سورية، وإعادة الأمن والهدوء لها، وأؤكد بأن الرئيس بشار الأسد رجل مواقفه عظيمة، وأن بإمكانه قريبا أن يخرج بسورية إلى مكانها الطبيعي، مع الإشارة إلى أن هذا ليس موقفا سياسيا بل هو تعبير عن موقفي من رجل أثق كل الثقة بأنه محب لبلده ولشعبه.(النشرة)

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 4

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 5

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 6

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 7

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 8

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 9

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 10

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 11

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 12

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 13

فطوم حيص بيص: غير جائز أن نتجاوز حدودنا الأخلاقية كفنانين صورة رقم 14