لأول مره أجد نفسي عاجزة عن الكتابة عن عمل سينمائي فالكلمات لا تكفي والتشبيهات لن تصل لمن لم يشاهده بصدق لتعطي العمل حقه، فلتجتمع كل المعاني الجميلة في قصة مثيرة مختلفة أطلقوا عليها فيلم (الفرح)لم تحدث منذ سنوات بعيده وتجمع كل من النجم العبقري خالد الصاوي الذي استطاع بعقليته السياسية في المقام الأول أن يقدم لنا شخصية زينهم بأسلوب رشيق تعاطفنا معه رغم قسوته أحيانا لكنها كانت قسوة على نفسها قبل أن تكون على والدته (كريمة مختار)التي ماتت وهي غاضبة عليه ليضطر أن يخفي خبر وفاتها عن الكثيرين حتى يكتمل الفرح الذي اعد ل خصيصا واستأجر عروسان حتى يستطيع أن يجمع نقوط من المعازيم لشراء حلم حياته(ميكروباص)، والمتمردة على نفسها جومانا مراد وكريمة مختار التي أثبتت أن العمر يعطيها دوما ثقلا لتصبح كل يوم جوهرة ثمينة وسمينة أيضا.

العمل احتوى على الكثير من المشاهد الصعبة

وتخرج دنيا سمير غانم عن قالبها الرومانسي لتصول وتجول متناسية ملامحها الأنثوية ولما لا وهي فتاة لم تبحث عن الجمال الشكلي بقدر ما تفتش بمغناطيس عن قالب يحمل شكلا داخليا دفينا وهكذا كانت وحينما أرادت أن تخرج أنوثتها للنور برتوش من الماكياج كادت أن تسقط في بئر الرذيلة لكنها تماسكت ولم تفعل رغم كبتها الأنثوي، ماجد الكدواني وعلاء مرسي وصلاح عبد الله اجتمعوا على خشبه المسرح ليصنعوا توليفة كوميدية من النكات تضحكنا وان كانت في داخلها أبكتنا، النجمة روجينا حينما شاهدتها اندهشت وتساءلت أين هي من السينما آلم يراها المخرجون ألم يكتشفون روعتها، أما سوسن بدر فلأول مرة ترتدي بدلة رقص نعم غير خادشه للحياء لكنها حسبت عليها.

هكذا بدت شخصيات فيلم (الفرح) الذي ولأول مرة تجتمع الآراء حوله ليشيدوا بها تمثيليا وإخراجا للمخرج المتميز سامح عبد العزيز وديكورا وموسيقى تصويرية ومونتاج ليصفق الجميع للقائمين على صناع الفرح الذي بالفعل أفرحنا،

مشاهد صعبة

في وجهة نظري أن العمل احتوى على الكثير من المشاهد الصعبة التي أثرت في وفي كل حضور الفيلم لعل ابرز هذه المشاهد هو مشهد رقص العبقري خالد الصاوي على المسرح وهو يعرف أن والدته أصبحت جثه في منزله لم يستطع دفنها فبنظره إلى وجهه وهو يحاول أن يتمالك نفسه سقطت دموعي رغما عني لكنى عدت لأتماسك وأقول أن المادة كثيرا ما تجعلنا نتخلى عن الكثير ونفعل الأكثر.

مشهد تواجد جومانا مراد والتي جسدت شخصية جميلة بالأحداث وهي بأحد العيادات لتقوم بعملية ترقيع لغشاء بكارتها كان صعبا للغاية حيث حاول الطبيب التحرش بها محاولا استغلالها ورغم عدم اقتناعي بإقبالها على مثل هذه الفعلة حيث إنها من المفترض أن تكون بالأحداث قد عقد قرانها وحينما فقدت عذريتها كانت بيد زوجها شرعا فما الداعي إذن من القيام بهذه العملية لإرضاء الأهل اللذين رغبوا في أن يكون ليلة زفافها بالطريقة(البلدي).

انتهى العمل بخسارة كل الأبطال أحلامهم

من اصعب مشاهد جومانا أيضا ذلك الذي جمعها بياسر جلال وهو يقبلها في أحد الشوارع أمام المارة وهو يبكي وهي تبكي ليصرخ قائلا إنها (مراطي)وكأنها صرخة موجهه إلى مجتمع بأكمله لا يرحم، أما الرقيقة دنيا سمير غانم والتي ارتدت طيلة الأحداث ملابس رجالي لتسرح بصندوق البيرة لتنفق على والدتها وأشقائها فكان مشهدها مع باسم سمرة من اصعب مشاهدها على الإطلاق ففي الوقت الذي قررت فيه إخراج أنوثتها بشكل بريء لم يرحم هذا الرجل الثري براءتها وحاول انتهاكها وحينما قاومت واجهها بأنها لا تسوى شيئا في سوق النساء لتطعنه طعنة أودت بحياته على الفور.

لينتهي العمل بخسارة كل الأبطال أحلامهم فخالد الصاوي ضاعت النقود التي قام بتجميعها من الفرح وتركته زوجته وأولاده ودنيا سمير غانم فقدت من كانت تظن انه حبيبها وباسم سمرة ضاعت حياته وهكذا كانت نهاياتهم لكنى اعتبرها إنها بداية لسينما مصرية هادفة بعد أن مللنا من الايفيهات والسخافات.

وكان العرض الخاص لفيلم الفرح قد أقيم بحضور كل أبطال الفيلم وذلك بسينما نايل سيتي وقد أقام القائمون على الفيلم زفة كبيرة أمام السينما احتفالا بالعرض الذي حضره للتهنئة كل من الدكتور اشرف ذكي نقيب الممثلين وانجي على وخالد أبو النجا وايمي ابنة سمير غانم وسعيد صالح.