مسلسلات رمضان
لماذا نميل لتصديق نظريات المؤامرة حول الكائنات الفضائية وما علاقة الجاثوم؟
03/01/2021

سمعنا كثيراً عن أناس أقسموا أنهم رأوا صحوناً طائرة تحمل كائنات فضائية تُحلّق فوق أسطح منازلهم، وقرأنا الكثير عن نظريات المؤامرة التي تدّعي أن الدول العظمى تُخفي وثائق سرية حول وجود مخلوقات فضائية زاروا كوكب الأرض مسبقاً، هذا فضلاً عن أن الكثيرين يصدّقون القصص التي تعجّ بها كتب الخيال العلمي حول الموضوع نفسه.

في واقع الأمر لا يوجد لدينا دليل ملموس على وجود حياة في المجرات الأخرى، لكن مع ذلك يجزم الكثيرون أن الكائنات الفضائية ليست موجودة فحسب، بل زارت كوكبنا مرات عديدة، وتم التعتيم تماماً على الموضوع، فلماذا يميل هؤلاء بشدة إلى تصديق نظريات المؤامرة تلك؟

إليكم الإجابات المحتملة:

لماذا نميل لتصديق نظريات المؤامرة حول الكائنات الفضائية وما علاقة الجاثوم؟ صورة رقم 1

الكائنات الفضائية مقابل الدين

شارك أندرو أبياتا، أستاذ علم النفس المساعد في جامعة "داكوتا الشمالية" بالولايات المتحدة الأمريكية في تأليف دراسة بعنوان "We are not alone"، أو "نحن لسنا وحيدين"، في عام 2017. وقد وجدت تلك الدراسة أنَّ الأشخاص الذين يؤمنون بوجود الكائنات الفضائية هم أقل ميلاً إلى الإيمان بالأديان. يقول أبياتا: "يمنحنا الدين إحساساً بالهدف وشعوراً بالأهمية. تبدو حياتنا كأنَّها مخططة على نحوٍ هادف، وعندما نرفض الدين تكون لدينا رغبة ملحة دائمة في الشعور بالأهمية وإيجاد المغزى في الحياة، نكون بحاجة إلى توضيحات، وبحاجة إلى إيجاد هدف".

لكن هذا لا يعني بالضرورة أنَّ أي شخص يتخلى عن الإيمان بالدين سيبدأ بالاعتقاد في مؤامرات الأجسام الطائرة المجهولة وخطف الكائنات الفضائية للبشر، وأشياء من هذا القبيل، لكن تبني اللادينية يبرز على الأرجح رغبة بشرية مشتركة في الحصول على إجابات لسؤال قديم للغاية: "لماذا نحن هنا؟". تقول كارين دوغلاس، أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة "Kent" الإنجليزية إنَّ "الإيمان بنظريات المؤامرة يميل إلى الارتباط بالعقيدة الدينية، وكذلك المستوى التعليمي. على سبيل المثال كلما ارتفع مستوى تعليم الشخص زاد رفضه لنظريات المؤامرة".

لماذا نميل لتصديق نظريات المؤامرة حول الكائنات الفضائية وما علاقة الجاثوم؟ صورة رقم 2

الرغبة في الهروب من الواقع

تنتشر نظريات المؤامرة انتشاراً كبيراً في بعض الدول، إذ يلجأ كثيرون إلى الهروب من الواقع من خلال تبني نظريات المؤامرة، وفقاً لما ورد في مجلة بريطانية. وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة "Ipsos" للأبحاث، في يناير/كانون الثاني 2020، أنَّ أمريكيّاً واحداً من كل اثنين يؤمن بوجود الأجسام الطائرة مجهولة الهوية (المعروفة بالأطباق الطائرة)، وأنَّ هناك كائنات فضائية قد زارت الأرض بالفعل.

ظهرت نتائج هذه الدراسة قبل جائحة فيروس كورونا، أصبح كثيرون من ذلك الحين أكثر قلقاً وارتياباً بشأن المستقبل، لكن إذا أعيدت تلك الدراسة في الوقت الحالي فهل سترتفع النسبة؟ تقول كارين دوغلاس: "تميل نظريات المؤامرة إلى الازدهار في أوقات الأزمات. عندما يشعر الناس بالعزلة والإحباط قد يلجأون إلى نظريات المؤامرة في محاولة لإرضاء أنفسهم".

لماذا نميل لتصديق نظريات المؤامرة حول الكائنات الفضائية وما علاقة الجاثوم؟ صورة رقم 3

حادثة حقل روزويل الجوي

تكمن مشكلة نظريات المؤامرة في أنَّ الناس يتجاهلون كل التفسيرات المنطقية التي تدحض هذه المؤامرات، على اعتبارها جزءاً من المؤامرة كذلك. تقول كارين: "يحتاج الناس إلى المعرفة واليقين ليشعروا بالأمان والتحكّم، ولكي يشعروا أيضاً بالرضا عن أنفسهم والكيانات التي ينتمون إليها. تبدو نظريات المؤامرة جذابة عندما لا تُلبّى حاجة الناس إلى المعرفة من خلال تقديم توضيحات رسمية أو تفسيرات منطقية للأحداث".

في عام 1947، بعد فترة قصيرة من الحرب العالمية الثانية، تحطم منطاد سقط من ارتفاع عالٍ في قاعدة روزويل الجوية بولاية نيومكسيكو الأمريكية. كان الرد الرسمي آنذاك أنّها مجرد حادثة تحطّم منطاد تقليدي، لكن بعض الصحف الأمريكية روت القصة بشكل مختلف، معلنة العثور على طبق طائر متحطم في حقل روزويل الجوي.

لماذا نميل لتصديق نظريات المؤامرة حول الكائنات الفضائية وما علاقة الجاثوم؟ صورة رقم 4

انطلقت منذ ذلك الحين مجموعة متنوعة من نظريات المؤامرة المستمرة حتى يومنا هذا تتحدث عن الأجسام الطائرة مجهولة الهوية والمخلوقات الفضائية. ورغم التأكيد الحكومي عام 1994 على أنَّ هذا المنطاد كان جزءاً من مشروع "موغول" السري التابع للجيش الأمريكي، فإن الناس لا يزالون يعتقدون أنَّ هذا المنطاد كان جسماً طائراً مجهولاً، وأن ثمة جثة لكائن فضائي مخبأة بمكانٍ ما داخل القاعدة العسكرية المسماه بـ"المنطقة 51″، جنوب ولاية نيفادا.

تعليقاً على ذلك، يقول كريس فرينش، عالم النفس والأستاذ الفخري بكلية "جولدسميث" الإنجليزية: "الشيء المهم هو الاعتقاد المسبق، ثم ما نسميه في علم النفس بنمط المعالجة التنازلية (top-down processing). إنَّه الطريقة التي تستطيع بها معتقداتك ومعرفتك السابقة تشكيل تصوّراتك وتوقعاتك". بعبارة أخرى، إذا كان شخص ما يؤمن بوجود الأطباق الطائرة فسوف يعتقد على الأرجح أنَّ أي ضوء لامع في السماء هو طبق طائر.

لماذا نميل لتصديق نظريات المؤامرة حول الكائنات الفضائية وما علاقة الجاثوم؟ صورة رقم 5

الجاثوم وعلاقته بالمخلوقات الفضائية

سلطت دراسة بحثية أجرتها جامعة هارفارد عام 2002 الضوءَ على مدى استعداد الإنسان لقبول فكرة وجود مخلوقات فضائية. قارنت الدراسة بين 3 مجموعات: مجموعة من الأشخاص الذين يعتقدون أنه قد تم خطفهم من قبل الكائنات الفضائية ويملكون ذكريات حية عن الواقعة، ومجموعة ثانية تؤمن أنَّها تعرضت للاختطاف، لكنها لا تتذكر التفاصيل، ومجموعة ثالثة لا تعتقد مثل هذه الادعاءات.

وجدت التجربة أنَّ أفراد المجموعة الأولى كانوا أكثر عرضة لتوليد ذكريات كاذبة، على عكس أفراد المجموعة الثالثة التي ترفض هذه المزاعم. يعد هذا تذكيراً بقوة العقل البشري والرغبة الإنسانية في الإيمان بشيءٍ ما. يقول فرينش: "ثمة أشخاص يفسرون أشياء مختلفة في حياتهم على أنَّها اختطاف من كائنات فضائية، لأنَّهم يعجزون عن تفسيرها".

لماذا نميل لتصديق نظريات المؤامرة حول الكائنات الفضائية وما علاقة الجاثوم؟ صورة رقم 6

ثمة نظريات أخرى تفسر مسألة الاعتقاد بوجود كائنات فضائية، من بينها بحث مستمر حول ما إذا كان بعض أولئك الذين لديهم ادعاءات بالاختطاف من جانب كائنات فضائية قد تعرّضوا لإساءة معاملة في مرحلة الطفولة. ربطت أيضاً بعض الدراسات الاعتقاد بوجود كائنات فضائية بحالة شلل النوم (الجاثوم)، حيث يعاني الشخص من فقدان مؤقت للتحكم في العضلات إما قبل النوم أو بعد الاستيقاظ، ويكون حينها واعياً، لكن غير قادر على الحركة أو الكلام. قد يصاب الشخص أيضاً في حالة شلل النوم بالهلوسة السمعية أو البصرية أو يشعر بالاختناق، الأمر الذي يجعلها تجربة مخيفة للغاية.

لماذا نميل لتصديق نظريات المؤامرة حول الكائنات الفضائية وما علاقة الجاثوم؟ صورة رقم 7

لماذا نميل لتصديق نظريات المؤامرة حول الكائنات الفضائية وما علاقة الجاثوم؟ صورة رقم 8

لماذا نميل لتصديق نظريات المؤامرة حول الكائنات الفضائية وما علاقة الجاثوم؟ صورة رقم 9

لماذا نميل لتصديق نظريات المؤامرة حول الكائنات الفضائية وما علاقة الجاثوم؟ صورة رقم 10

لماذا نميل لتصديق نظريات المؤامرة حول الكائنات الفضائية وما علاقة الجاثوم؟ صورة رقم 11

لماذا نميل لتصديق نظريات المؤامرة حول الكائنات الفضائية وما علاقة الجاثوم؟ صورة رقم 12